صفحة جزء
3067 3068 ص: حدثنا أحمد بن داود ، قال : ثنا يعقوب بن حميد بن كاسب ، قال : ثنا ابن عيينة ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن عائشة - رضي الله عنها - قالت : "بعث النبي - عليه السلام - مصدقا في أول الإسلام فقال : خذ الشارف والبكر وذوات العيب ، ولا تأخذ حرزات الناس " قال هشام : أرى ذلك ; ليستألفهم ثم جرت السنة بعد ذلك .

حدثنا أحمد ، قال : ثنا يعقوب ، قال : ثنا وكيع ، عن هشام ، عن أبيه ، عن النبي -عليه السلام - نحوه .


ش: هذان طريقان :

الأول : عن أحمد بن داود المكي ، عن يعقوب بن حميد فيه مقال ، فعن يحيى : ليس بشيء . وعن النسائي كذلك . وعن أبي حاتم : ضعيف الحديث . وعن أبي زرعة : كان صدوقا في الحديث . وعن أحمد : ثقة . وعن البخاري : لم نر إلا خيرا ، هو في الأصل صدوق .

عن سفيان بن عيينة ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه عروة بن الزبير ، عن عائشة - رضي الله عنها - .

الثاني : مرسل عن أحمد بن داود المكي أيضا ، عن يعقوب بن حميد أيضا ، عن وكيع ، عن هشام ، عن أبيه عروة ، عن النبي - عليه السلام - .

[ ص: 122 ] وأخرجه أبو داود في "مراسيله " : ثنا موسى بن إسماعيل ، ثنا حماد ، ثنا هشام ابن عروة ، عن عروة : " أن النبي - عليه السلام - بعث رجلا على الصدقة ، فأمره أن يأخذ البكر والشارف وذات العيب ، وإياك وحزرات أنفسهم " .

وأخرجه أيضا كذلك ابن أبي شيبة في "مصنفه " : ثنا حفص ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه : "أن النبي - عليه السلام - بعث مصدقا فقال : لا تأخذ من حزرات أنفس الناس شيئا ، وخذ الشارف وذات العيب " .

قوله : "خذ الشارف " بالشين المعجمة وكسر الراء ، وهي الناقة المسنة .

وقال أبو عبيد : الشارف المسنة الهرمة ، والبكر -بفتح الباء وسكون الكاف- : الفتي من الإبل ، بمنزلة الغلام من الناس ، والأنثى : بكرة .

قوله : "ولا تأخذ حرزات الناس " بفتح الحاء والراء المهملتين ، والزاي المعجمة ، أي : لا تأخذ من خيارها ، فالرواية هكذا بتقديم الراء على الزاي ، وهي جمع حرزة -بسكون الراء- وهي خيار المال ; لأن صاحبها يحرزها ويصونها ، والرواية المشهورة بتقديم الزاي على الراء ، وهي أيضا جمع حزرة بسكون الزاي وهي خيار مال الرجل ; سميت حزرة ; لأن صاحبها لا يزال يحزرها في نفسه ، سميت بالمرة الواحدة من الحزر ولهذا أضيفت إلى الناس في رواية الطحاوي وإلى الأنفس في رواية غيره .

قوله : "قال هشام : أرى ذلك " بضم الهمزة أي : أظن ذلك "ليستألفهم " من الاستئلاف ، وهي طلب الألفة ، وأشار بذلك إلى أنه كان في أول الإسلام ، ثم نسخ لما نذكره إن شاء الله تعالى .

التالي السابق


الخدمات العلمية