صفحة جزء
3095 ص: حدثنا ابن أبي داود ، قال : ثنا أبو عون الزيادي ، قال : ثنا إبراهيم بن طهمان قال : ثنا أبو الزبير ، عن جابر - رضي الله عنه - قال : " أفاء الله خيبر على رسوله فأقرهم رسول الله - عليه السلام - كما كانوا ، وجعلها بينه وبينهم ، فبعث عبد الله بن رواحة فخرصها عليهم ثم قال : يا معشر اليهود أنتم أبغض الخلق إلي ; قتلتم أنبياء الله وكذبتم على الله ، وليس يحملني بغضي إياكم أن أحيف عليكم ، وقد خرصت بعشرين ألف وسق من تمر ، فإن شئتم فلكم وإن شئتم فلي " .


ش: أبو عون الزيادي اسمه محمد بن عون بن أبي عون مولى آل زياد بن أبي سفيان ، وثقه أبو زرعة وابن حبان .

[ ص: 168 ] وإبراهيم بن طهمان الخراساني أحد أصحاب أبي حنيفة ، روى له الجماعة .

وأبو الزبير محمد بن مسلم بن تدرس المكي ، روى له الجماعة البخاري مقرونا بغيره .

وأخرجه الدارقطني في "سننه " وقال : قرئ على ابن منيع وأنا أسمع : ثنا أبو خيثمة ، ثنا محمد بن سابق ، ثنا إبراهيم بن طهمان ، عن أبي الزبير . . . إلى آخره نحوه سواء .

غير أن في لفظه : "وإن أبيتم فلي ، قالوا : بهذا قامت السموات والأرض ، قد أخذناها . قال : فاخرجوا عنا " .

وأخرجه أبو داود مختصرا : ثنا ابن أبي خلف ، قال : نا محمد بن سابق ، عن إبراهيم بن طهمان ، عن أبي الزبير ، عن جابر أنه قال : "ثم أفاء الله على رسوله خيبر ، فأقرهم رسول الله - عليه السلام - كما كانوا وجعلها بينه وبينهم ، فبعث عبد الله بن رواحة فخرصها عليهم " .

ثنا أحمد بن حنبل ، قال : ثنا عبد الرزاق ومحمد بن بكر ، قالا : ثنا ابن جريج ، قال : أخبرني أبو الزبير ، أنه سمع جابر بن عبد الله - رضي الله عنه - يقول : "خرصها ابن رواحة أربعين ألف وسق ، وزعم أن اليهود لما خيرهم ابن رواحة أخذوا الثمر وعليهم عشرون ألف وسق " .

قوله : "أفاء الله خيبر على رسوله " يعني : جعلها غنيمة له ، والفيء الغنيمة ، تقول منه : أفاء الله -على المسلمين مال الكفار- يفيء إفاءة .

و"خيبر " اسم لقلعة بينها وبين المدينة ست مراحل .

قوله : "يا معشر اليهود " أي : جماعة اليهود .

[ ص: 169 ] قوله : "قتلتم أنبياء الله " فيه مجاز ; لأنهم لم يقتلوا الأنبياء وإنما أجدادهم هم الذين قتلوهم .

قوله : "أن أحيف عليكم " من الحيف وهو الجور والظلم .

قوله : "وقد خرصت " أي : حزرت وقدرت ، وقد مر أن الوسق ستون صاعا .

التالي السابق


الخدمات العلمية