صفحة جزء
3194 3195 ص: حدثنا إبراهيم بن مرزوق وعلي بن معبد ، قالا : ثنا روح بن عبادة ، قال : ثنا حماد ، عن سالم أبي عبيد الله بن سالم ، عن عبد الرحمن بن أبي بكرة ، عن أبيه ، أن النبي - عليه السلام - قال : " شهرا عيد لا ينقصان : رمضان وذو الحجة " .

حدثنا إبراهيم بن مرزوق ، قال : عثمان بن عمر بن فارس ، قال : ثنا شعبة ، عن خالد الحذاء ، عن عبد الرحمن بن أبي بكرة ، عن أبيه ، عن رسول الله - عليه السلام - مثله .


ش: هذان طريقان صحيحان ورجالهما ثقات .

وحماد هو ابن سلمة ، وسالم هو ابن سالم وكنيته أبو عبيد الله ، ذكره ابن حبان في "الثقات " ، وأبو بكرة نفيع بن الحارث الثقفي الصحابي .

والحديث أخرجه الجماعة إلا النسائي :

فقال البخاري : ثنا مسدد ، ثنا معتمر ، قال : سمعت إسحاق ، عن عبد الرحمن بن أبي بكرة ، عن أبيه ، عن النبي - عليه السلام - قال .

وحدثني مسدد ، قال : نا معتمر ، عن خالد الحذاء ، قال : حدثني عبد الرحمن بن أبي بكرة ، عن أبيه ، عن النبي - عليه السلام - قال : " شهران لا ينقصان شهرا عيد : رمضان وذو الحجة " .

وقال مسلم : حدثنا يحيى بن يحيى ، قال : أنا يزيد بن زريع ، عن خالد ، عن عبد الرحمن بن أبي بكرة ، عن أبيه ، عن النبي - عليه السلام - قال : "شهرا عيد لا ينقصان : رمضان وذو الحجة " .

[ ص: 296 ] وقال أبو داود : نا مسدد ، أن يزيد بن زريع حدثه ، عن خالد الحذاء ، عن عبد الرحمن . . . إلى آخره نحوه .

وقال الترمذي : ثنا أبو سلمة يحيى بن خلف ، قال : نا بشر بن المفضل ، عن خالد الحذاء ، عن عبد الرحمن . . . إلى آخره نحوه .

قال أبو عيسى : حديث أبي بكرة حديث حسن ، وقد روي هذا الحديث عن عبد الرحمن بن أبي بكرة ، عن النبي - عليه السلام - مرسل .

وقال ابن ماجه : ثنا حميد بن مسعدة ، نا يزيد بن زريع ، نا خالد الحذاء ، عن عبد الرحمن بن أبي بكرة . . . إلى آخره نحوه .

قوله : "شهرا عيد " كلام إضافي مبتدأ ، وخبره : "لا ينقصان " .

قوله : "رمضان " مرفوع على أنه خبر مبتدأ محذوف تقديره : أحدهما : رمضان ، أي : شهر رمضان ، والآخر : شهر ذي الحجة ، ورمضان في الأصل مصدر "رمض " إذا احترق من الرمضاء ، وهو شدة الحر ، وسمي هذا الشهر الذي بين شعبان وشوال بهذا الاسم لارتماضهم فيه من حر الجوع ومقاساة شدته ، وقيل : لما نقلوا أسماء الشهور عن اللغة القديمة سموها بالأزمنة التي وقعت فيها ، فوافق هذا الشهر أيام رمض الحر ، وكان اسم شهر رمضان في اللغة القديمة ناتقا ; سموه به لأنه كان ينتقهم أي يزعجهم اضجارا بشدته عليهم ، قال ابن الأعرابي : رمضان هو ناتق ، والجمع نواتق ، وأنشد :


وفي ناتق أحلت لدى حومة الوغى . . . ودلت على الإدناء فرسان خثعما



[ ص: 297 ] وذلك كما كان اسم شوال : عاندا وعاذلا ، وكان اسم ذي القعدة : هواعا ، والجمع أهوعة ، وإن شئت هواعات ، وكان اسم ذي الحجة : بركا ، والجمع : بركات ، وكان اسم المحرم : موتمرا بهمز وبغير همز ، والجمع مآمر ومآمير ، وكان اسم صفر : ناجزا ، والجمع نواجز ، وكان اسم ربيع الأول : خوانا ، والجمع : أخونة ، وكان اسم ربيع الآخر : وبصانا بالتخفيف ، والجمع وبصانات ، وكان اسم جمادى الأولى : حنينا والجمع حناين وأحنة وحنن ، وكان اسم جمادى الآخرة : ورنة ، والجمع : ورنات ، ويقال : رنة -بالضم- ، وكان اسم رجب : الأصم ، والجمع : صمم ، وكان يقال له أيضا : مفصل الأسنة ، أي مسقطها ; لأنه شهر حرام ، وكان اسم شعبان : وعلا ، وجمعه : أوعال ، ويقال : وعلان ، ويقال : كان اسمه العجلان ويقال : عادل .

ثم إن رمضان منع من الصرف للتعريف والألف والنون ، ويجمع على رمضانات ورماضين وأرمضة ، قاله الفراء ، وعن الفراء أيضا يقال : هذا شهر رمضان ، وهذا رمضان بلا شهر ; قال الله تعالى : شهر رمضان وفي الحديث : "من صام رمضان " ، ومنهم من منع أن يقال : رمضان بلا شهر ، وكذا منعوه أن يجمع ; لأنه اسم من أسماء الله تعالى ، والحديث يرد عليه .

التالي السابق


الخدمات العلمية