صفحة جزء
3271 ص: حدثنا علي بن شيبة ، قال : ثنا روح ، قال : ثنا شعبة ، عن قتادة ، عن عبد الرحمن بن سلمة الخزاعي -هو ابن المنهال - عن عمه قال : "غدونا على رسول الله - عليه السلام - صبيحة يوم عاشوراء وقد تغذينا ، فقال : أصمتم هذا اليوم ؟ فقلنا : قد تغدينا . فقال : فأتموا بقية يومكم .


ش: عبد الرحمن بن سلمة ، ويقال : ابن مسلمة الخزاعي ، ويقال : ابن المنهال بن سلمة الخزاعي ، ذكره ابن حبان في "الثقات " وروى له أبو داود والنسائي هذا الحديث الواحد .

وعمه صحابي لم يذكر اسمه . وجهالة الصحابي لا تضر صحة الحديث ، وبهذا سقط تضعيف البيهقي بعد الحديث بقوله : عبد الرحمن هذا مجهول ومختلف في اسم أبيه ، ولا يدرى من عمه .

[ ص: 391 ] وأخرجه النسائي : من حديث عبد الرحمن هذا ، عن عمه أسلم "أتيت النبي - عليه السلام - فقال : أصمتم يومكم هذا ؟ قالوا : لا . قال : فأتموا بقية يومكم واقضوا " .

وقال النسائي في "الكنى " : أبو المنهال عبد الرحمن بن سلمة بن المنهال .

وقد استدل به من كان يقول : إن صوم يوم عاشوراء كان فرضا ; لأنه - عليه السلام - أمرهم بإتمام بقية يومهم ذلك بعد أن تغدوا في أول يومهم ، فهذا لم يكن إلا في الواجب .

وقد أجيب عن هذا بأن هذا كان حكما خاصا بعاشوراء ، ورخصة ليست لسواه ، وزيادة في فضله وتأكيد صومه . وذهب إلى ذلك ابن حبيب المالكي .

وقال الخطابي : كان ذلك على معنى الاستحباب والإرشاد لأوقات الفضل ; لئلا يغفل عنه عند مصادفة وقته .

قلت : بل الظاهر أن هذا كان لأجل فرضية صوم يوم عاشوراء ، ولهذا جاء في رواية أبي داود والنسائي : "فأتموا بقية يومكم واقضوه " فهذا صريح في دلالته على الفرضية ; لأن القضاء لا يكون إلا في الواجبات ، فصار كرمضان إذا أفطروا في أول يوم منه عند عدم ثبوت الرؤية ، ثم ثبت في أثناء النهار ، فإن الواجب عليهم إمساك بقية يومهم ثم قضاء يوم آخر .

التالي السابق


الخدمات العلمية