صفحة جزء
3323 ص: حدثنا يزيد بن سنان ، قال : ثنا عبد الرحمن بن مهدي ، قال : ثنا ثابت . . . فذكر بإسناده مثله ، وزاد قال : "وما رأيت رسول الله - عليه السلام - يصوم شهرا ما يصوم من شعبان ، فقلت : يا رسول الله ، رأيتك تصوم من شعبان ما لا تصوم من غيره من المشهور ؟ قال : هو شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان ، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم " .


ش: هذا طريق آخر ، وهو أيضا حسن .

[ ص: 454 ] وأخرجه النسائي أيضا : أنا عمرو بن علي عن عبد الرحمن ، قال : نا ثابت بن قيس أبو الغصن -شيخ من أهل المدينة- قال : حدثني أبو سعيد المقبري ، قال : حدثني أسامة بن زيد قال : "قلت : يا رسول الله ، لم أرك تصوم شهرا ما تصوم من شعبان ؟ قال : ذلك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان ، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين ، فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم " .

قوله : "ترفع فيه الأعمال " أي : أعمال بني آدم من الخير والشر والطاعة والمعصية وقد قال تعالى : فيها يفرق كل أمر حكيم أي : في الليلة المباركة ، قيل : ليلة النصف من شعبان يفصل ويكتب كل أمر حكيم من أرزاق العباد وآجالهم وجميع أمرهم ، منها إلى الأخرى القابلة .

وقيل : يبدأ في استنساخ ذلك من اللوح المحفوظ في ليلة البراءة ويقع الفراغ في ليلة القدر ، فتدفع نسخة الأرزاق إلى ميكائيل ونسخة الحروب إلى جبريل، وكذلك الزلازل والصواعق والخسف ، ونسخة الأعمال إلى إسماعيل صاحب سماء الدنيا وهو ملك عظيم ، ونسخة المصائب إلى ملك الموت .

التالي السابق


الخدمات العلمية