صفحة جزء
3516 3517 ص: حدثنا ابن مرزوق ، قال : ثنا أبو حذيفة ، قال : ثنا سفيان ، عن عبد الله بن دينار ، عن ابن عمر - رضي الله عنهما - قال : " وقت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأهل المدينة ذا الحليفة ، ، ولأهل الشام الجحفة ، ولأهل نجد قرن ، ولأهل اليمن يلملم ، ، ولم أسمعه منه ، قيل له : فالعراق ؟ ؟ قال : لم يكن يومئذ عراق" . .

حدثنا فهد ، قال : ثنا علي بن معبد ، قال : ثنا جرير بن عبد الحميد ، عن صدقة بن يسار ، قال : سمعت ابن عمر . . . ، فذكر مثله .


ش: هذان طريقان صحيحان :

الأول : عن إبراهيم بن مرزوق ، عن أبي حذيفة موسى بن مسعود النهدي شيخ البخاري . . . إلى آخره .

وأخرجه أحمد : ثنا محمد بن عبد الله ، ثنا سفيان ، عن عبد الله بن دينار ، عن ابن عمر قال : "وقت رسول الله - عليه السلام - لأهل المدينة : ذا الحليفة ، ولأهل نجد قرن ، ولأهل الشام الجحفة ، قال : هؤلاء الثلاث حفظتهن عن رسول الله - عليه السلام - ، وحدثت أن رسول الله - عليه السلام - قال : ولأهل اليمن يلملم ، فقيل له : العراق ؟ قال : لم يكن يومئذ عراق" .

الثاني : عن فهد بن سليمان ، عن علي بن معبد بن شداد . . . إلى آخره .

[ ص: 34 ] وأخرجه الطبراني : ثنا الحسن بن إسحاق التستري ، ثنا عثمان بن أبي شيبة ، ثنا جرير ، عن صدقة بن يسار ، عن ابن عمر قال : "وقت رسول الله - عليه السلام - لأهل المدينة ذا الحليفة ، ولأهل الشام الجحفة ، ولأهل نجد قرن ، ولأهل اليمن يلملم" .

وأخرجه البزار نحوه .

وأخرجه الجماعة أيضا بأسانيد مختلفة ، وألفاظ متباينة .

فقال البخاري : ثنا أحمد بن عيسى ، ثنا ابن وهب ، قال : أخبرني يونس ، عن ابن شهاب ، عن سالم بن عبد الله ، عن أبيه ، سمعت النبي - عليه السلام - يقول : "مهل أهل المدينة ذو الحليفة ، ومهل أهل الشام مهيعة وهي الجحفة ، وأهل نجد قرن . قال ابن عمر : زعموا أن النبي - عليه السلام - قال - ولم أسمعه - : ومهل أهل اليمن يلملم " .

وقال مسلم : نا يحيى بن يحيى ويحيى بن أيوب وقتيبة وابن حجر - قال يحيى : أنا . وقال الآخرون : ثنا - إسماعيل بن جعفر ، عن عبد الله بن دينار ، أنه سمع ابن عمر قال : "أمر رسول الله - عليه السلام - أهل المدينة أن يهلوا من ذي الحليفة ، وأهل الشام من الجحفة ، وأهل نجد من قرن ، وقال عبد الله بن عمر : وأخبرت أنه قال : ويهل أهل اليمن من يلملم" .

وقال أبو داود : نا عبد الله بن مسلمة القعنبي ، عن مالك ، وثنا أحمد بن يونس قال : ثنا مالك ، عن نافع ، عن ابن عمر قال : "وقت رسول الله - عليه السلام - لأهل المدينة ذا الحليفة ، ولأهل الشام الجحفة ، ولأهل نجد قرن ، وبلغني أنه وقت لأهل اليمن يلملم" .

[ ص: 35 ] وقال الترمذي : ثنا أحمد بن منيع ، قال : ثنا إسماعيل بن إبراهيم ، عن أيوب ، عن نافع ، عن ابن عمر : "أن رجلا قال : من أين نهل يا رسول الله ؟ قال : يهل أهل المدينة من ذي الحليفة ، وأهل الشام من الجحفة ، وأهل نجد من قرن . قال : ويقولون : أهل اليمن من يلملم " .

وقال النسائي : أنا قتيبة ، عن مالك ، عن نافع عن عبد الله بن عمر أخبره ، أن رسول الله - عليه السلام - قال : "يهل أهل المدينة من ذي الحليفة ، وأهل الشام من الجحفة ، وأهل نجد من قرن . قال عبد الله : وبلغني أن رسول الله - عليه السلام - قال : ويهل أهل اليمن من يلملم " .

وقال ابن ماجه : ثنا أبو مصعب ، ثنا مالك بن أنس ، عن نافع ، عن ابن عمر أن رسول الله - عليه السلام - قال : "يهل أهل المدينة من ذي الحليفة ، وأهل الشام من الجحفة وأهل نجد من قرن . قال عبد الله : أما هذه الثلاثة فقد سمعتها من رسول الله - عليه السلام - وبلغني أن رسول الله - عليه السلام - قال : ويهل أهل اليمن من يلملم " .

قوله : "وقت" من التوقيت ، وهو أن يجعل للشيء وقت يختص به ، وهو بيان مقدار المدة ، وكذلك التأقيت ، ثم اتسع فيه فأطلق على المكان ، فقيل للموضع : ميقات ، وقد ذكرناه .

قوله : "ذا الحليفة" ذو الحليفة : ماء لبني جشم .

قال عياض : على سبعة أميال من المدينة .

وقال ابن قرقول : ستة .

وقال البكري: هي تصغير حلفة ، وأما ذو الحليفة التي في حديث رافع بن خديج : "كنا مع النبي - عليه السلام - بذي الحليفة من تهامة ، فأصبنا نهب غنم" قال ياقوت: فهو موضع بين حاذة وذات عرق من تهامة ، وليس بذي الحليفة التي قرب المدينة .

[ ص: 36 ] وقال ابن حزم : لمن جاء من جميع البلاد على طريق المدينة ، أو كان من أهل المدينة : ذو الحليفة وهو من المدينة على أربعة أميال ، وهو من مكة على مائتي ميل غير ميلين .

وقال الكرماني في "مناسكه" : بينها وبين المدينة ميل أو ميلان ، والميل ثلث فرسخ ، وهو أربعة آلاف ذراع ، ومنها إلى مكة عشر مراحل .

وفي موضع آخر : من مدينة رسول الله - عليه السلام - إلى ذي الحليفة - وهي السمرة ومنها يحرم أهل المدينة - خمسة أميال ونصف ، مكتوب على الميل الذي وراءها قريب من ستة أميال من البريد ، ومن هذا البريد أهل سيدنا رسول الله - عليه السلام - ، وبذي الحليفة عدة آبار ومسجدان لرسول الله - عليه السلام - ، المسجد الكبير الذي يحرم منه الناس ، والمسجد الآخر مسجد المعرس .

وقال ابن التين: هي أبعد المواقيت من مكة تعظيما لأجر النبي - عليه السلام - .

قوله : "الجحفة" بضم الجيم وسكون الحاء المهملة قال أبو عبيد : هي قرية جامعة بها منبر ، بينها وبين البحر نحو ستة أميال وغديرخم على ثلاثة أميال منها وهي ميقات المتوجهين من الشام ومصر والمغرب ، وهي على ثلاث مراحل من مكة أو أكثر ، وعلى ثمانية مراحل من المدينة ، سميت بذلك لأن السهول أجحفت بما حولها .

وقال الكلبي : أخرجت العماليق بني عبيل - وهم أخوة عاد - من يثرب فنزلوا الجحفة وكان اسمها مهيعة ، فجاءهم السيل فاجتحفهم فسميت الجحفة .

وفي كتاب " أسماء البلدان" : لأن سيل الجحاف نزل بها فذهب بكثير من الحاج وبأمتعة الناس ورحالهم ، فمن ذلك سميت الجحفة .

وقال أبو عبيد : وقد سماها رسول الله - عليه السلام - مهيعة ، بفتح الميم وسكون الهاء وفتح الياء آخر الحروف والعين المهملة .

وقال القرطبي : قال بعضهم : بكسر الهاء .

[ ص: 37 ] وقال ابن حزم : الجحفة : ما بين الغرب والشمال من مكة ، ومنها إلى مكة اثنان وثمانون ميلا .

قوله : "ولأهل نجد قرن" النجد في اللغة ما أشرف من الأرض واستوى ، ويجمع على أنجد وأنجاد ونجود ونجد بضمتين .

وقال القزاز: سمي نجد لعلوه .

وقيل : سمي بذلك لصلابة أرضه وكثرة حجارته وصعوبته ، من قولهم : رجل نجد : إذا كان قويا شديدا ، وقيل : سمي نجدا لفزع من يدخله من أجل استيحاشه واتصال فزع السالكين له من قولهم : رجل نجد . إذا كان فزعا ، ونجد مذكر ، قال الشاعر :


ألم تر أن الليل يقصر طوله . . . بنجد وتزداد النطاق به بردا



ولو أنثه أحد ورده على البلد لجاز له ذلك .

والعرب تقول : نجد ونجد - بفتح النون وضمها لغتان - وقال الكلبي في " أسماء البلدان" : النجد ما بين الحجاز إلى الشام إلى العذيب إلى الطائف ، فالطائف من نجد ، والمدينة من نجد ، وأرض اليمامة والبحرين إلى عمان .

وقال أبو عمر : نجد ما بين جرش إلى سواد الكوفة ، وحده مما يلي الغرب : الحجاز ، وعن يسار الكعبة اليمن ، ونجد كلها من عمل اليمامة .

وقال ابن الأثير: نجد ما بين العذيب إلى ذات عرق وإلى اليمامة وإلى جبلي طيئ وإلى وجدة وإلى اليمن ، والمدينة لا تهامية ولا نجدية ، فإنها فوق الغور ، ودون نجد .

وقال الحازمي: نجد اسم للأرض العريضة التي أعلاها تهامة واليمن والعراق والشام .

وقال السكري: حد نجد ذات عرق من ناحية الجبال كما تدور الجبال معها إلى جبال المدينة ، وما وراء ذلك ذات عرق إلى تهامة .

[ ص: 38 ] وقال القتيبي : ثنا الرياشي ، عن الأصمعي قال : العرب تقول : إذا علوت نجدا مصعدا فقد نجدت ولا تزال منجدا حتى تنحدر في ثنايا ذات عرق ، فإذا فعلت ذلك فقد أتهمت إلى البحر ، فإذا عرض لك الحرار وأنت تنجد فتلك الحجاز .

وقال ياقوت : نجد تسعة مواضع ، ونجد المشهورة فيها اختلاف كثير ، والأكثر أنها اسم للأرض التي أعلاها تهامة وأسفلها العراق والشام .

وقال الخطابي : نجد ناحية المشرق ، ومن كان بالمدينة كان نجده بادية العراق ونواحيها وهي مشرق أهلها .

وذكر في "المنتهى" : نجد من بلاد العرب وهو خلاف الغور أعلى تهامة ، وكل ما ارتفع من تهامة إلى أرض العراق فهو نجد .

وقال أبو عبيد البكري ، عن الكلبي : نجد ما بين الحجاز إلى الشام إلى العذيب ، والطائف من نجد ، والمدينة من نجد .

وقال في موضع آخر : ونجد كلها من عمل اليمامة .

وقال عمارة بن عقيل : ما سال من ذات عرق مقبلا فهو نجد ، وحذاء نجد أسافل الحجاز .

قال : وسمعت الباهلي يقول : كل ما وراء الخندق - خندق كسرى الذي خندقه على سواد العراق - فهو نجد إلى أن يميل إلى الحرة ، فإذا أملت إلى الحرة فأنت في الحجاز حتى تغور .

وعن الأصمعي : ما ارتفع من بطن الرمة فهو نجد إلى ثنايا ذات عرق ، والشرف كبد نجد ، وكانت منازل الملوك من بني آكل المرار ، وفيه اليوم حمى ضرية ، وفيه الربذة وما كان منه إلى الشرق فهو نجد .

وأما "قرن" فذكر ابن حزم أن من جاء على طريق نجد من جميع البلاد فميقاته قرن المنازل ، وهو شرف مكة شرفها الله ، ومنه إلى مكة اثنان وأربعون ميلا .

[ ص: 39 ] وقال ابن قرقول : هو قرن المنازل ، وقرن الثعالب ، وقرن غير مضاف ، وهو على يوم وليلة من مكة .

وقال القابسي: من قال قرن بالإسكان أراد الجبل المشرف على الموضع ، ومن قال بالفتح أراد الطريق الذي يفرق منه فإنه موضع فيه طرق مفترقة .

وقال ابن الأثير في "شرح المسند" : وكثيرا ما يجيء في ألفاظ الفقهاء وغيرهم بفتحها وليس صحيح .

وقال الجوهري : قرن موضع وهو ميقات أهل نجد ومنه أويس القرني - رضي الله عنه - .

والذي يقوله المؤرخون والنسابون أن قرنا بسكون الراء ، ونسب أويس بفتح الراء اسم قبيلة لا مكان .

قوله : "يلملم" بياء آخر الحروف مفتوحة ولام ، وقال عياض: ويقال : ألملم وهو الأصل والياء بدل منه ، على ميلين من مكة ، وهو جبل من جبال تهامة .

وقال ابن حزم : هو جنوب مكة ومنه إلى مكة ثلاثون ميلا .

وفي "شرح المهذب" : يصرف ولا يصرف .

وفي "المحكم" : يلملم وألملم : جبل .

وقال البكري: أهله كنانة ، وتنحدر أوديته إلى البحر ، وهو في طريق اليمن إلى مكة ، وهو من كبار جبال تهامة .

وقال الزمخشري : هو واد به مسجد رسول الله - عليه السلام - وبه عسكرت هوازن يوم حنين .

فإن قيل : ما وزنه ؟

قلت : فعيعل كصمحمح ، وليس هو من لملمت ؛ لأن ذوات الأربع لا تلحقها الزيادة في أولها إلا في الأسماء الجارية على أفعالها نحو مدحرج .

[ ص: 40 ] قلت : فعلى هذا الميم الأولى واللام الثانية زائدتان ، ولهذا قال الجوهري في باب الميم وفصل الياء : يلم ثم قال : يلملم لغة في ألملم ، وهو ميقات أهل اليمن .

قوله : "قيل له : فالعراق " اعلم أن العراق في اللغة هو الذي يجعل على ملتقى طرفي الجلد إذا خرز في أسفل القربة ، وبه سمي العراق لأنه بين البر والريف ، وعن ابن دريد : زعموا أن العراق سميت عراقا لتواشيح عروق الشجر والنخل فيها ، كأنه أراد عرقا ثم جمع عراقا ، وقال : بل سميت عراقا لأن العجم سمته إيران شهر ومعناه كثيرة النخل والشجر فقيل : عراق .

وقال الجواليقي: هذا اللفظ بعيد من لفظ العراق .

وعن ابن الأنباري : العراق مذكر .

وعن صاحب "العين" : العراق شاطئ البحر على طوله ، وبه سميت العراق عراقا لأنه شاطئ دجلة والفرات حتى يتصل بالبحر .

وعن أبي عمرو عن الخزاعي: عراق البحر ، العراق : شاطئ الماء ، وخص بعضهم به شاطئ البحر ، والجمع أعرقة وعروق ، والعراقان : الكوفة والبصرة .

وقال الكلبي : أسفل كل أرض عراقها .

وفي "الجامع" : سمي بالعراق لانخفاضه عن البحر ، وقيل : هو جمع عرق لضرب من الطير المصطف ، وقيل : العراق الواحد منه عرق ، وهي مواضع سمي هذا المكان بها .

وقال الجوهري: العراق بلاد تذكر وتؤنث ، ويقال : هو فارسي معرب .

وفي "البارع" لأبي علي القالي : العراق ما يحيط بالظهر من اللحم ، مثل الخثار ، يعني : وبه سمي العراق .

وفي "الزاهر" لابن الأنباري عن قطرب : إنما سمي عراقا لأنه دنى من البحر وفيه سباخ وشجر .

[ ص: 41 ] وقال ابن حوقل في كتاب "البلدان" : حد العراق من تكريت إلى عبادان ، وعرضه من القادسية على الكوفة وبغداد إلى حلوان ، وعرضه بنواحي واسط من سواد واسط إلى قرية الطيب ، وبنواحي البصرة من البصرة إلى حدود طيئ ، والذي يطيف بحدوده من تكريت فيما يلي المشرق حتى يجوز بحدود شهرزور ، ثم يمر على حدود حلوان وحدود السيرون والصيمرة ، والطيب والسوس حتى ينتهي إلى حدود طيئ ثم إلى البحر فيكون في هذا الحد من تكريت إلى البحر تقويس ، ويرجع على حد المغرب من وراء البصرة في البادية على سواد البصرة وبطاحها إلى واسط ، ثم على سواد الكوفة وبطاحها إلى الكوفة ، ثم على ظهر الفرات إلى الأنبار ثم من الأنبار إلى حد تكريت بين دجلة والفرات من هذا الحد من البحر على الأنبار إلى تكريت بتقويس أيضا فهذا المحيط بحدود عراق ، وهو من تكريت إلى البحر ما يلي المشرق على تقويسة نحو شهر ، ومن البحر راجعا في حد المغرب على تقويسة إلى تكريت فنحو شهر أيضا ، وعرضه على بغداد من حلوان إلى القادسية إحدى عشرة مرحلة ، وعلى قمئة سر من رأى من دجلة إلى شهرزور والجبل نحو خمس مراحل ، والعرض بواسط إلى نواحي خورستان نحو أربع مراحل .

وأما ذات عرق فقال القرطبي : ذات عرق : ثنية أو هضبة بينها وبين مكة يومان وبعض يوم .

وقال الكرماني : ذات عرق أول بلاد تهامة ودونها بميلين ونصف مسجد رسول الله - عليه السلام - فإذا صرت عند الميل الثامن رأيت هناك بيوتا في الجبل خرابا وهي للأعراب يمنة عن الطريق ، ويقال : إنه هذا الموضع ذات عرق الجاهلية ، وأهل ذات عرق يقولون : الجبل كله ذات عرق وبعض أهل العلم كان يقول : يحرم من ذات عرق الجاهلية ، وذات عرق لبني هلال بن عامر بن صعصعة ، وبها بركة تعرف بقصر الوصيف ، وبها من الآبار الكبار ثلاثة آبار ، وآبار صغار كثيرة ، ومن ذات عرق إلى الغمر تسعة أميال ، وعلى ميلين من ذات عرق عين وآبار ونخل ، وبقربه قبر أبي رغال ، وبالقرب منها بستان منه إلى مكة ثمانية عشر ميلا .

[ ص: 42 ] وقال ياقوت: هو الحد بين نجد وتهامة .

وقال الزمخشري : عرق : جبل مشرف على ذات عرق .

وقال الجوهري: ذات عرق : موضع بالبادية .

وعن يعقوب: ما بين ذات عرق إلى البحر غور وتهامة ، وطرف تهامة من قبل الحجاز مدارج العرج ، وأولها من قبل نجد مدارج ذات عرق .

فإن قيل : كيف وقت النبي - عليه السلام - هذه المواقيت وهذه المواضع وما وراءها كانت دار كفر ؟

قلت : هذا لا يمشي إلا في ذات عرق ، فإن الآثار اختلف فيمن وقت لأهل العراق ذات عرق ؛ ففي بعضها أن عمر بن الخطاب هو الذي وقت ذلك ، إذ العراق فتح في زمانه ، والصحيح الذي عليه الأثبات : أن النبي - عليه السلام - هو الذي وقته .

وفي "صحيح البخاري " : أن عمر وقته ، ورجحه بعض أهل العلم بما ذكرناه من أنها فتحت في زمانه وأنها كانت في حياة النبي - عليه السلام - [دار] كفر وهذا الاحتجاج باطل لأن الشام كانت حينئذ دار كفر أيضا بإجماع النقلة ، وإنما وقت النبي - عليه السلام - هذه المواقيت على حسب ما علمه بالوحي من فتح المدائن والأقطار لأمته ، وقد قال - عليه السلام - : "زويت له الأرض فأريت مشارقها ومغاربها . . . " الحديث .

وسيجيء كلام الطحاوي فيه مستقصى إن شاء الله تعالى .

التالي السابق


الخدمات العلمية