صفحة جزء
3524 3525 ص: وخالفهم في ذلك آخرون ، فقالوا : بل ميقات أهل العراق ذات عرق ، ، وقت في ذلك لهم رسول الله - عليه السلام - كما وقت سائر المواقيت لأهلها ، وذكروا في ذلك ما حدثنا محمد بن علي بن داود ، قال : ثنا خالد بن يزيد ، وهشام بن بهرام المدائني ، قالا : ثنا المعافى بن عمران ، عن أفلح بن حميد ، عن القاسم ، عن عائشة : " أن النبي - عليه السلام - وقت لأهل المدينة ذا الحليفة ، ولأهل الشام ومصر الجحفة ، ولأهل العراق ذات عرق ، ولأهل اليمن يلملم" . .


[ ص: 49 ] ش: أي خالف القوم المذكورين جماعة آخرون ، وأراد بهم : الثوري وأبا حنيفة ومالكا والشافعي وأحمد وإسحاق وأبا ثور وأصحابهم ، وجمهور العلماء من التابعين ومن بعدهم ، فإنهم قالوا : ميقات أهل العراق ذات عرق ، إلا أن الشافعي استحب أن يحرم العراقي من العقيق الذي بحذاء ذات عرق ، وقد مر تفسير ذات العرق والعقيق مستقصى ، وذكروا في ذلك حديث عائشة وأخرجه بإسناد صحيح عن محمد بن علي بن محرز البغدادي وثقه ابن يونس ، عن خالد بن يزيد ويقال ابن أبي يزيد - وهو الصواب - أبي الهيثم المزرفي القرني القطربلي من قرية بين المزرفة وقطربل تسمى القرن ، قال يحيى بن معين : ليس به بأس ، وروى له ابن ماجه .

وعن هشام بن بهرام المدائني أبي محمد شيخ أبي داود ، وثقه ابن حبان والخطيب ، كلاهما [عن] المعافى بن عمران الأزدي أبي مسعود الموصلي قال ابن معين والعجلي وابن سعد : ثقة ، زاد ابن سعد : خير فاضل صاحب سنة . روى له البخاري وأبو داود .

عن أفلح بن حميد بن نافع الأنصاري النجاري المدني ، روى له الجماعة سوى الترمذي ، عن القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق ، روى له الجماعة ، عن عائشة الصديقة - رضي الله عنها - .

وأخرجه أبو داود : قال : ثنا هشام بن بهرام المدائني ، قال ثنا المعافى بن عمران . . . إلى آخره نحوه ، ولفظه : "وقت لأهل العراق ذات عرق" .

وأخرجه النسائي : أنا عمرو بن منصور ، قال : ثنا هشام بن بهرام ، قال : ثنا المعافى . . . إلى آخره نحو رواية الطحاوي ، وفيه نص على أن النبي - عليه السلام - وقت لأهل العراق ذات عرق .

[ ص: 50 ] وقال أبو عمر : وقت رسول الله - عليه السلام - لأهل العراق ذات عرق كما وقت لأهل الشام الجحفة ، والشام يومئذ كلها دار كفر كما كانت العراق كذلك وغيرهما من البلدان .

وقال عياض : وفي حديث جابر : قال أبو الزبير : أحسبه رفع إلى النبي - عليه السلام - . . . وذكر الحديث ، وفيه : "مهل أهل العراق ذات عرق" .

وقال الدارقطني : وفي حديث أبي الزبير : "ومهل أهل العراق " نظر ، ولم يخرجه البخاري - رحمه الله - : يعني هذا الحديث ، ولم يكن العراق يومئذ يعني زمن النبي - عليه السلام - .

قال القاضي : هذا مما لا يعل به الحديث ؛ فقد أخبر النبي - عليه السلام - عما لم يكن في زمانه مما كان وهذا يعد من معجزاته - عليه السلام - فإنه أخبر أنه سيكون لهم مهل ويسلمون ويحجون .

التالي السابق


الخدمات العلمية