صفحة جزء
3533 ص: حدثنا ابن مرزوق ، قال : ثنا وهب ، قال : ثنا شعبة ، عن قتادة ، عن أبي حسان ، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - : " أن رسول الله - عليه السلام - صلى بذي الحليفة ، ، ثم أتي براحلته فركبها ، فلما استوت به البيداء أهل" . .


ش: إسناده صحيح ، ورجاله ثقات ، وأبو حسان الأجرد ويقال الأعرج البصري ، واسمه مسلم بن عبد الله ، روى له الجماعة البخاري مستشهدا .

وأخرجه أحمد في "مسنده" بأتم منه : ثنا بهز ، قال : ثنا شعبة ، قال : قتادة أخبرني ، قال : سمعت أبا حسان يحدث ، عن ابن عباس قال : "صلى رسول الله - عليه السلام - الظهر بذي الحليفة ثم أتي ببدنة فأشعر صفحة سنامها الأيمن ، ثم سلت الدم عنها ، ثم قلدها نعلين ، ثم أتي براحلته ، فلما قعد عليها واستوت به البيداء أهل بالحج" .

قوله : "براحلته" والراحلة من البعير القوي على الأسفار والأحمال ، والذكر والأنثى فيه سواء ، والهاء فيه للمبالغة ، وهي التي يختارها الرجل لمركبه ورحله على النجابة وتمام الخلق وحسن المنظر ، فإذا كانت في جماعة الإبل عرفت .

و "البيداء" في اللغة : المفازة لا شيء بها .

وقال ابن الأثير : البيداء ها هنا اسم موضع مخصوص بين مكة والمدينة ، وأكثر ما ترد ويراد بها هذه .

وقال الكرماني : البيداء ها هنا فوق علمي ذي الحليفة إذا صعدت من الوادي ، وفي أول البيداء بئر ماء .

[ ص: 61 ] وقال عياض: البيداء ها هنا هي الشرف الذي أمام ذي الحليفة ، وهي أقرب إلى مكة من ذي الحليفة ، وكل مفازة بيداء وجمعها بيد .

وفي كتاب "الأنوار" شرح الموطأ : ولدت أسماء بنت عميس محمد بن أبي بكر بالبيداء فذكر ذلك لرسول الله - عليه السلام - فقال : مرها فلتغتسل ثم لتهل" .

وفي رواية : "ولدت بذي الحليفة" .

ثم قال : هذا ليس بخلاف ؛ لأن البيداء صحراء متصلة بذي الحليفة ، ولعل أبا بكر - رضي الله عنه - قصد النزول بها للانفراد لحاجة أهله إلى الولادة ، وأضاف ذلك في رواية إلى ذي الحليفة لأنها المقصودة ، ولا يكون الإهلال إلا بذي الحليفة . انتهى .

وانتصاب "البيداء" ها هنا على الظرفية ، أي على البيداء أو فيها .

قوله : "أهل" أي رفع صوته بالتلبية .

التالي السابق


الخدمات العلمية