صفحة جزء
3784 3785 ص: حدثنا ربيع المؤذن ، قال : ثنا أسد (ح). .

وحدثنا محمد بن خزيمة ، قال : ثنا حجاج ، قال : ثنا حماد بن سلمة ، عن علي بن زيد ، عن عبد الله بن الحارث بن نوفل : " أن عثمان بن عفان - رضي الله عنه - نزل قديدا ، ، فأتي بالحجل في الجفان شائلة بأرجلها ، فأرسل إلى علي - رضي الله عنه - وهو يضفز بعيرا له ، فجاءه والخبط يتحات من يديه فأمسك علي - رضي الله عنه - وأمسك الناس ، فقال علي - رضي الله عنه - : من ها هنا من أشجع ؟ هل علمتم من رسول الله - عليه السلام - جاءه أعرابي ببيضات نعام وتتمير وحش ، فقال : أطعمهن أهلك ، فإنا حرم ، قالوا نعم" . .


ش: هذان طريقان :

الأول : عن ربيع بن سليمان المؤذن صاحب الشافعي ، عن أسد بن موسى ، أسد السنة ، عن حماد بن سلمة ، عن علي بن زيد بن جدعان البصري المكفوف ، فيه مقال فعن أحمد ليس بالقوي ، وعن يحيى ضعيف ، وعنه ليس بحجة ، وقال العجلي : كان يتشيع لا بأس به . وقال الترمذي : صدوق إلا أنه ربما رفع الشيء الذي يوقفه غيره ، روى له مسلم مقرونا بنائب القناني واحتج به الأربعة .

عن عبد الله بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف القرشي الهاشمي روى له الجماعة .

وأخرجه أحمد في "مسنده" : ثنا عفان ، نا حماد بن سلمة ، أنا علي بن زيد ، عن عبد الله بن الحارث بن نوفل : "أن عثمان نزل قديدا ، فأتي بالحجل . . . " إلى آخره [ ص: 304 ] نحو رواية الطحاوي غير أن بعد قوله : قالوا بلى فتورك عثمان عن سريره ونزل ، فقال : خبثت علينا" .

وأخرجه عبد الله بن أحمد : حدثني هدبة ، عن خالد ، نا همام نا علي بن زيد ، عن عبد الله بن الحارث : "أن أباه ولي طعام عثمان ، قال : فكأني أنظر إلى الحجل حوالي الجفان ، فجاء رجل فقال إن عليا - رضي الله عنه - يكره هذا ، فبعث إلى علي وهو ملطخ بدنه بالحبط ، فقال : إنك لكثير الخلاف علينا ، فقال علي: أذكر الله من شهد النبي - عليه السلام - أتي بعجز حمار وحش وهو محرم ، فقال : إنا محرمون فأطعموه أهل الحل ؟ فقام رجال فشهدوا ، ثم قال : أذكر الله رجلا شهد النبي - عليه السلام - أتي بخمس بيضات - بيض نعام - فقال : إنا محرمون فأطعموه أهل الحل ؟ فقام رجال فشهدوا ، فقام عثمان - رضي الله عنه - فدخل فسطاطه وتركوا الطعام على أهل الماء" .

الثاني : عن محمد بن خزيمة ، عن حجاج بن المنهال شيخ البخاري ، عن حماد بن سلمة ، عن علي بن زيد . . . إلى آخره .

وأخرجه أبو داود : نا محمد بن كثير ، قال : نا سليمان بن كثير ، عن حميد الطويل ، عن إسحاق بن عبد الله بن الحارث ، عن أبيه قال : وكان الحارث خليفة عثمان - رضي الله عنه - على الطائف ، فصنع لعثمان طعاما وصنع فيه من الحجل واليعاقيب ولحوم الوحش ، قال : فبعث إلى علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - فجاءه الرسول وهو يخبط لأباعر له ، فجاء وهو ينفض الخبط عن يده ، فقالوا له : كل ، قال : أطعموا قوما حلالا فأنا محرم ، قال علي : أنشد من كان ها هنا من أشجع ، أتشهدون أن رسول الله - عليه السلام - أهدى إليه رجل حمار وحش وهو محرم فأبى أن يأكله ؟ قالوا : نعم " .

قوله : "نزل قديدا " هو اسم موضع قد ذكرناه .

[ ص: 305 ] قوله : "بالحجل" بفتح الحاء والجيم وهو [القبج] الطائر المعروف ، واحده حجلة .

"والجفان" جمع "جفنة" وهي القصعة .

قوله : "شائلة" نصب على الحال من الحجل .

قوله : "وهو يضفز بعيرا له" بالضاد والزاي المعجمتين بينهما فاء ، يقال : ضفزت البعير إذا علفته الضفائز ، وهي اللقم الكبار ، واحدتها ضفيزة ، والضفيز شعير يجرش وتعلفه الإبل .

قوله : "والخبط يتحات من يديه" جملة اسمية وقعت حالا من الضمير المرفوع في "فجاءه" والخبط بفتح الخاء المعجمة والباء الموحدة ، على وزن فعل بالتحريك بمعنى مفعول ، وهو الورق الساقط من الشجر ، وهو من علف الإبل ، والخبط بالتسكين ضرب الشجرة بالعصي ليتناثر ورقها ، والمخبط بكسر الميم العصي الذي يخبط به الشجرة ، ومعنى يتحات : يتساقط ويتناثر .

قوله : "من أشجع " بسكون الشين المعجمة وفتح الجيم بعدها عين مهملة ، هو أشجع بن ريث بن غطفان بن سعد بن قيس [بن] غيلان بن مضر ، بطن وقيل : قبيلة ، والأول أظهر .

قوله : "وتتمير وحش" التتمير قطع اللحم صغارا كالتمر وتجفيفه وتنشيفه ، وأراد به ما قدد من لحوم الوحش .

قوله : "فأنا حرم" بضمتين ، جمع حرام .

و "اليعاقيب" جمع يعقوب وهو الذكر .

يستفاد منه : جواز أكل لحم الحجل ، ولحم الحمر الوحش ، والنعام وبيضها .

[ ص: 306 ] وفيه دلالة على فضيلة علي بن أبي طالب وغزارة علمه ، وغاية مسكنته وتواضعه .

وفيه أن الإمام إذا أشكل عليه أمر سعى له ، بل يجب عليه أن يسأل أهل العلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية