صفحة جزء
3793 3794 ص: واحتجوا في ذلك أيضا بما حدثنا يونس ، قال : ثنا سفيان بن عيينة ، عن الزهري ، عن عبيد الله بن عبد الله، [عن] ابن عباس ، عن الصعب بن جثامة ، قال : " مر بي رسول الله - عليه السلام - وأنا بالأبواء أو بودان فأهديت [له] لحم حمار وحشي فرده علي ، فلما رأى الكراهة في وجهي قال : ليس بنا رد عليك ولكنا حرم" . .

حدثنا سليمان بن شعيب ، قال : ثنا أسد ، قال : ثنا المسعودي ، عن إسحاق بن راشد ، عن الزهري . ... ، فذكر بإسناده مثله .


ش: أي واحتج أولئك القوم أيضا فيما ذهبوا إليه بحديث الصعب بن جثامة ، وأخرجه من طريقين صحيحين :

الأول : عن يونس بن عبد الأعلى . . . إلي آخره ، والكل رجال الصحيح .

وأخرجه ابن ماجه : حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وهشام بن عمار ، قالا : ثنا سفيان بن عيينة .

وثنا محمد بن رمح ، أنا الليث بن سعد ، جميعا عن ابن شهاب الزهري ، عن عبيد الله بن عبد الله ، عن ابن عباس قال : أنبأنا الصعب بن جثامة قال : "مر بي رسول الله - عليه السلام - وأنا بالأبواء أو بودان . . . " إلى آخره نحوه سواء .

[ ص: 313 ] الثاني : عن سليمان بن شعيب بن الكيساني صاحب محمد بن الحسن الشيباني ، عن أسد بن موسى ، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن عتبة بن عبد الله بن مسعود المسعودي الكوفي ، عن إسحاق بن راشد الجزري ويقال : الرقي الأموي ، عن محمد بن مسلم الزهري ، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود الفقيه الأعمى المدني ، أحد الفقهاء السبعة بالمدينة ، عن عبد الله بن عباس .

وأخرجه الطبراني في "معجمه" : نا أحمد بن زهير التستري ، نا علي بن شعيب السمسار ثنا أبو النضر ، ثنا المسعودي ، عن إسحاق بن راشد ، عن الزهري ، عن عبيد الله بن عبد الله ، عن ابن عباس ، عن الصعب بن جثامة قال : "أهديت لرسول الله - عليه السلام - حمار وحش وهو محرم ، فرده ، فلما رأى الذي في وجهي قال : ليس بنا رد عليك ، ولكنا حرم" .

وهذا الحديث أخرجه الجماعة غير أبي داود .

قوله : "وأنا بالأبواء " جملة حالية ، والأبواء بفتح الهمزة ممدود قرية من عمل الفرع بينها وبين الجحفة مما يلي المدينة ثلاثة وعشرون ميلا ، وفي "المطالع" وسميت بذلك لما فيها من الوباء ، ولو كان كما قيل : لقيل : الأوباء ، أو يكونا مقلوبا منه ، وبه توفيت أم رسول الله - عليه السلام - ، والصحيح أنه إنما سميت بذلك لتبوء السيول بها ، قاله ثابت .

و "ودان" بفتح الواو وتشديد الدال قرية جامعة من ناحية الفرع بينها وبين الأبواء ثمانية أميال ينسب إليها الصعب بن جثامة الليثي الوادني لأنه كان ينزلها ، وكان هاجر إلى النبي - عليه السلام - ومات في خلافة أبي بكر - رضي الله عنه - ، وفي "المطالع" : "ودان" [ ص: 314 ] قرية جامعة من عمل الفرع بينهما وبين هرشى نحو ستة أميال ، وبينها وبين الأبواء نحو من ثمانية أميال ، قريب من الجحفة .

وقوله : "ولكنا حرم" بضمتين جمع حرام .

التالي السابق


الخدمات العلمية