صفحة جزء
3830 ص: حدثنا ربيع المؤذن ، قال : ثنا أسد ، قال : ثنا حماد بن سلمة ، عن أبي عاصم الغنوي ، عن أبي الطفيل ، قال : " قلت لابن عباس : يزعم قومك أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد رمل بالبيت ، ، وأن ذلك سنة! قال : صدقوا وكذبوا . قلت : ما صدقوا وما كذبوا ؟ ! قال : صدقوا ، قد رمل رسول الله - عليه السلام - بالبيت ، وكذبوا : ليست بسنة ، إن قريشا قالت زمن الحديبية : دعوا محمدا وأصحابه حتى يموتوا موت النغف ، فلما صالحوه على أن يجيء في العام المقبل ، فيقيموا ثلاثة أيام بمكة ، تقدم رسول الله - عليه السلام - ، والمشركون على جبل قيقعان ، فقال رسول الله - عليه السلام - لأصحابه : ارملوا بالبيت ثلاثا . وليست بسنة" .


ش: أبو عاصم الغنوي وثقه يحيى بن معين ، وقال أبو حاتم : لا أعلم روى عنه غير حماد بن سلمة ، ولا أعرفه ولا أعرف اسمه . روى له أبو داود ، وأبو الطفيل عامر بن واثلة ، وهو آخر من مات من الصحابة .

[ ص: 362 ] وأخرجه أبو داود : نا أبو سلمة موسى بن إسماعيل ، قال : نا حماد ، قال : أنا أبو عاصم الغنوي ؛ عن أبي الطفيل ، قال : قلت لابن عباس . . . إلى آخره نحوه ، وفي روايته بعد قوله : "وليس بسنة" : "قلت : يزعم قومك أن رسول الله - عليه السلام - طاف بين الصفا والمروة على بعير وأن ذلك سنة ، قال : صدقوا وكذبوا ، قلت : ما صدقوا وما كذبوا ؟ قال : صدقوا ، قد طاف رسول الله - عليه السلام - بين الصفا والمروة على بعير ، وكذبوا ، ليست بسنة كان الناس لا يدفعون عن رسول الله ولا ينصرفون عنه ، فطاف على بعير ليسمعوا كلامه وليروا مكانه ، ولا تناله أيديهم" .

قوله : "ليست بسنة" ، معناه أنه أمر لم يسن فعله لعامة المسلمين ، على معنى القربة كالسنن التي هي عبادات ، ولكنه شيء فعله رسول الله - عليه السلام - لسبب خاص .

قوله : "زمن الحديبية" أراد به عام الحديبية ، وكان سنة ست من الهجرة .

قوله : "موت النغف" أي كموت النغف ، وهو بفتح النون بعدها غين معجمة مفتوحة وبعدها فاء ، واحدتها : نغفة ، وهي الدود التي تكون في أنوف الأنعام ، وعن الأصمعي أنها تكون في أنوف الإبل والغنم ، وقال أبو عبيد : وتكون أيضا في باطن النوى ، وما سوى ذلك فليس بنغف .

وفي حديث يأجوج ومأجوج : "فيرسل الله عليهم النغف فيصبحون" قال ابن الأثير في تفسيره : النغف - بالتحريك - دود يكون في أنوف الإبل والغنم ، واحدتها : نغفة .

قوله : "والمشركون على جبل قعيقعان" وفي رواية أبي داود : "والمشركون من قبل قعيقعان" : وهو جبل مشهور بمكة ، سمي به لأن جرهما لما تحاربوا كثرت قعقعة السلاح هناك ، وهو بضم القاف وفتح العين المهملة وسكون الياء آخر الحروف وكسر القاف وبعدها عين مهملة وبعدها ألف ونون ، وهو جبل مشرف على مكة من غربيها كما أن جبل أبي قبيس مشرف على مكة من شرقيها .

التالي السابق


الخدمات العلمية