صفحة جزء
3831 ص: واحتجوا في ذلك أيضا بما حدثنا ابن أبي داود ، قال : ثنا سليمان بن حرب ، قال : ثنا حماد ، عن أيوب ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال : " قدم رسول الله - عليه السلام - مكة وأصحابه ، فقال المشركون : إنه يقدم عليكم قوم قد وهنتهم حمى يثرب ، ، فلما قدموا ، قعد المشركون مما يلي الحجر ، ، فأمر النبي - عليه السلام - أصحابه أن يرملوا الأشواط الثلاثة ، وأن يمشوا ما بين الركنين . . قال ابن عباس : ولم يمنعه أن يأمرهم بأن يرملوا الأشواط الأربعة إلا الإبقاء عليهم" .


ش: أي احتج هؤلاء القوم فيما ذهبوا إليه أيضا بما روي عن ابن عباس أيضا ، أخرجه بإسناد صحيح عن إبراهيم بن أبي داود ، عن سليمان بن حرب الواشحي شيخ البخاري وأبي داود ، عن حماد بن زيد ، عن أيوب السختياني . . . إلى آخره .

[ ص: 364 ] وأخرجه البخاري : ثنا سليمان بن حرب ، ثنا حماد هو ابن يزيد . . . إلى آخره نحوه .

وأخرجه مسلم : عن أبي الربيع الزهراني ، عن حماد بن زيد ، عن أيوب . . . إلى آخره نحوه .

وأخرجه أبو داود : ثنا مسدد ، قال : ثنا حماد بن زيد ، عن أيوب ، عن سعيد بن جبير ، أنه حدث عن ابن عباس قال : "قدم رسول الله - عليه السلام - مكة وقد وهنتهم حمى يثرب ، فقال المشركون : إنه يقدم عليكم أقوام قد وهنتهم الحمى ، ولقوا منها شرا ، فأطلع الله تعالى نبيه - عليه السلام - على ما قالوا ، فأمرهم أن يرملوا الأشواط الثلاثة ، وأن يمشوا بين الركنين ، فلما رأوهم رملوا قالوا : هؤلاء الذين ذكرتم أن الحمى قد وهنتهم ؟ ! هؤلاء أجلد منا ، قال ابن عباس : ولم يأمرهم أن يرملوا الأشواط كلها إلا للإبقاء عليهم" .

وأخرجه النسائي أيضا : عن محمد بن سليمان ، عن حماد بن زيد . . . إلى آخره نحوه .

قوله : "وقد وهنتهم" بتخفيف الهاء وفتحها أي أضعفتهم وفي "الموعب" : وهن يهن مثل وعد يعد ، ووهن مثل ورم ، والواهن الضعيف في قوته ، لا بطش عنده ، وعن صاحب "العين" : الوهن الضعف في العمل والأمر وكذلك في العظم ، وهن الشيء وأوهنه ، والوهن لغة فيه ، ورجل واهن في الأمر والعمل وموهون في العظم والبدن ، وعن ابن دريد : وهن يوهن .

قوله : "حمى يثرب" الحمى مرض مشهور ، ويثرب اسم مدينة النبي - عليه السلام - ، والياء فيه زائدة .

[ ص: 365 ] قوله : "الأشواط الثلاثة" وهو جمع شوط ، وهو مأخوذ من قولهم : جرى الفرس شوطا إذا بلغ مجراه ثم عاد ، فكل من أتى موضعا ثم انصرف عنه فهو شوط .

قوله : "إلا الإبقاء" بكسر الهمزة وبالباء الموحدة والمد ، أي إلا الرفق بهم ، قال القرطبي : رويناه بالرفع على أنه فاعل "لم يمنعه" ويجوز النصب على أنه يكون مفعولا من أجله ، ويكون في "لم يمنعه" ضمير عائد على النبي - عليه السلام - وهو فاعل .

قلت : الصحيح أنه مرفوع على أنه فاعل "لم يمنعه" والمعنى لم يمنع النبي - عليه السلام - أن يأمرهم بأن يرملوا - أي بالرمل في الأشواط الأربعة - إلا الإبقاء عليهم .

التالي السابق


الخدمات العلمية