صفحة جزء
3832 ص: حدثنا ابن مرزوق ، قال : ثنا حجاج بن نصير ، قال : ثنا فطر بن خليفة ، عن أبي الطفيل ، قال : " قلت لابن عباس : يزعم قومك أن رسول الله - عليه السلام - رمل بالبيت وأنها سنة ، قال : صدقوا وكذبوا ، قد رمل رسول الله - عليه السلام - بالبيت وليس بسنة ، ولكن قدم رسول الله - عليه السلام - مكة والمشركون على قعيقعان ، ، وبلغه أنهم يقولون : إن به وبأصحابه هزالا ، فقال لأصحابه : ارملوا ، أروهم أن بكم قوة ، فكان رسول الله - عليه السلام - يرمل من الحجر الأسود إلى الركن اليماني ، فإذا توارى عنهم مشى" . .

قالوا : أفلا يرى أنه أمرهم أن يمشوا في الأشواط الثلاثة فيما بين الركنين حيث لا يراهم المشركون ، وأمرهم أن يرملوا فيما بقي من هذه الأشواط ليروهم ؟ فلما كان قد أمرهم بالرمل حيث يرونهم ، وبتركه حيث لا يرونهم ؛ ثبت بذلك أن الرمل كان من أجلهم لا من أجل أنه سنة .


ش: حجاج بن نصير الفسطاطي القيسي أبو محمد البصري ، فيه مقال ؛ فعن يحيى : ضعيف . وقال أبو حاتم : منكر الحديث . وعن النسائي : ليس بثقة ولا يكتب حديثه . وذكره ابن حبان في الثقات وقال : يخطئ ويهم .

وفطر بن خليفة القرشي أبو بكر الكوفي الحناط بالنون ، وثقه أحمد ويحيى والعجلي ، وفيه تشيع قليل ، روى له البخاري - مقرونا بغيره - والأربعة .

[ ص: 366 ] وأبو الطفيل عامر بن واثلة .

وأخرجه البزار في "مسنده" : ثنا محمد بن عثمان بن كرامة نا عبيد الله بن موسى ، نا فطر ، عن أبي الطفيل قال : "قلت لابن عباس إن قومك يزعمون أن النبي - عليه السلام - قد رمل وأنها سنة ، فقال : كذبوا وصدقوا ؛ قد رمل رسول الله - عليه السلام - ، وليست سنة : قدم رسول الله - عليه السلام - والمشركون على جبل قعيقعان ، فبلغه أنهم يقولون : إن برسول الله - عليه السلام - وأصحابه هزلا ؛ فرمل رسول الله - عليه السلام - وأمر أصحابه أن يرملوا ، ليري المشركين أن بهم قوة" .

قوله : "وإنها سنة" أي : وإن هذه الفعلة وهي الرمل ، أنث الضمير بهذا الاعتبار .

قوله : "هزالا" بضم الهاء وتخفيف الزاي ، وهو ضد السمن ، تقول : هزلت الدابة هزالا على ما لم يسم فاعله ، وهزلته أنا هزلا فهو مهزول ، وأهزل القوم إذا أصابت مواشيهم سنة فهزلت .

قوله : "أروهم" بفتح الهمزة وضم الراء ، لأنه أمر للجماعة ، من أرى يري إراءة والأمر أر ، أريا ، أروا .

قوله : "قالوا" أي قال هؤلاء القوم : "أفلا يرى" بضم الياء "أنه أمرهم" أي أن رسول الله - عليه السلام - أمر أصحابه أن يمشوا في الأشواط الثلاثة . . . إلى آخره وهو ظاهر .

التالي السابق


الخدمات العلمية