صفحة جزء
3973 ص: واحتج أهل المقالة الأولى لقولهم أيضا بما حدثنا يونس، قال: ثنا ابن وهب، قال: أخبرني يونس ، عن ابن شهاب ، عن سالم: " أن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- كان يقدم ضعفة أهله فيقفون عند المشعر الحرام والمزدلفة بليل فيذكرون الله -عز وجل- ما بدا لهم، ثم يدفعون قبل أن يقف الإمام وقبل أن يدفع، فمنهم من يقدم منى لصلاة الفجر، ومنهم من يقدم بعد ذلك، فإذا قدموا رموا الجمرة، وكان ابن عمر -رضي الله عنهما- يقول: "رخص لأولئك رسول الله -عليه السلام-".


ش: إسناده صحيح، ورجاله كلهم رجال الصحيح.

فيونس الأول هو ابن عبد الأعلى شيخ مسلم أيضا.

ويونس الثاني هو ابن يزيد الأيلي .

وابن شهاب هو محمد بن مسلم الزهري .

وأخرجه البخاري: نا يحيى بن بكير، نا الليث ، عن يونس ، عن ابن شهاب قال: سالم: "كان عبد الله بن عمر يقدم ضعفة أهله ... إلى آخره".

وأخرجه مسلم أيضا: عن أبي الطاهر وحرملة بن يحيى كلاهما عن ابن وهب ، عن يونس ... إلى آخره نحوه.

قوله: "ضعفة أهله". هو جمع ضعيف، وأراد بهم النساء والصبيان.

قوله: "والمزدلفة". بواو العطف في رواية الطحاوي، وفي روايتي البخاري ومسلم: "بالمزدلفة" بالباء الظرفية.

فعلى الأول "الواو" تفسيرية، فيكون المشعر الحرام والمزدلفة شيئا واحدا.

[ ص: 32 ] وعلى الثاني يكون المشعر الحرام اسما لموضع الوقوف في المزدلفة، فافهم.

قوله: "ما بدا لهم" أي ما ظهر لهم، وأراد به: ما تيسر لهم.

التالي السابق


الخدمات العلمية