صفحة جزء
4002 ص: حدثنا محمد بن عمرو بن يونس ، قال: ثنا أبو معاوية الضرير ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن أسامة بن زيد أنه قال: " كنت ردف رسول الله -عليه السلام- عشية عرفة، فكان لا يزيد على التكبير والتهليل، وكان إذا وجد فجوة نص". .


ش: إسناده صحيح، وأبو معاوية اسمه محمد بن خازم روى له الجماعة.

وأخرجه أحمد في "مسنده" من حديث هشام بن عروة ... إلى آخره، وليس فيه: "ولا يزيد على التكبير والتهليل" وفيه: "فكان رسول الله -عليه السلام- إذا التحم عليه الناس أعنق وإذا وجد في فرجة نص".

ويعارض هذا ما رواه الحديث في "مسنده" من حديث ابن جريج ، عن عطاء ، عن أسامة، وفيه: "فلم يزل يلبي رسول الله -عليه السلام- في ذلك حتى دخل جمعا".

قوله: "كنت ردف رسول الله -عليه السلام-" بكسر الراء وسكون الدال، وهو المرتدف، وهو الذي يركب خلف الراكب، وكذلك الرديف، وهكذا في لفظ أحمد .

قوله: "إذا وجد فجوة" وهي ما اتسع من الأرض، وقيل: ما اتسع منها وانخفض، وقال النووي: "رواه بعضهم في "الموطإ" بضم الفاء وفتحها

[ ص: 78 ] والفجواء بالمد كالفجوة، وفي "المطالع": فجوة أي سعة من الأرض، والفجواء المتسع من الأرض يخرج إليه من ضيق، وقد روي في "الموطإ": فرجة، وهي رواية يحيى وبكير وأبي مصعب، وعند ابن القاسم والقعنبي: فجوة، قلت: وكذا في رواية أحمد: فرجة.

قوله: "نص" أي رفع في سيره وأسرع، والنص منتهى الغاية في كل شيء، قاله في "المطالع" وقال غيره: النص، والنصيص في السير أن تسار الدابة أو البعير سيرا شديدا حتى يستخرج أقصى ما عنده، ونص كل شيء منتهاه.

قوله: "أعنق" من العنق وهو أدنى المشي وهو أن يرفع الفرس يديه، ليس برفع هملجة ولا هرولة، وفي "التهذيب" للأزهري: العنق، والعنيق: ضرب من السير، وقد أعنقت الدابة، وقال ابن سيدة: فهي معنق ومعناق وعنيق. وقال صاحب "الكفاية": العنق ضرب من سير الإبل وهو المشي السريع الذي يتحرك فيه عنق البعير فقال: أعنق البعير يعنق إعناقا وفي "الموعب": العنق سير مسيطر يعني سهل تمد فيه الدابة عنقها للاستقامة وهو دون الإسراع، وقال صاحب "المحل": وهو نوع من سير الدواب طويل.

التالي السابق


الخدمات العلمية