صفحة جزء
185 ص: حدثنا بحر، قال: ثنا ابن وهب، قال: حدثني معاوية بن صالح ، عن ضمرة بن حبيب وأبي يحيى وأبي طلحة ، عن أبي أمامة الباهلي ، عن عمرو بن عبسة قال: " قلت: يا رسول الله كيف الوضوء؟ قال: إذا توضأت فغسلت يديك ثلاثا خرجت خطاياك من بين أظفارك وأناملك، فإذا مضمضت واستنشقت في منخرك، وغسلت وجهك وذراعيك إلى المرفقين، وغسلت رجليك إلى الكعبين اغتسلت من عامة خطاياك". .


ش: رجاله ثقات.

وأبو يحيى اسمه سليم بن عامر الكلاعي الحمصي ، وثقه ابن حبان وروى له مسلم .

وأبو طلحة اسمه نعيم بن زياد الأنماري الشامي ، وثقه النسائي وروى له.

وأبو أمامة صدي بن عجلان الباهلي الصحابي.

[ ص: 332 ] وأخرجه الطبراني بأتم منه: وقال: ثنا بكر بن سهل ، ثنا عبد الله بن صالح ، حدثني معاوية بن صالح ، عن أبي يحيى سليم بن عامر الخبائري ، وضمرة بن حبيب ، وأبو طلحة نعيم بن زياد ، وكل هؤلاء سمعه من أبي أمامة الباهلي صاحب رسول الله - عليه السلام - قال: سمعت عمرو بن عبسة السلمي يقول: "أتيت رسول الله - عليه السلام - وهو نازل بعكاظ فقلت: يا رسول الله من معك في هذا الأمر، قال: معي رجلان: أبو بكر وبلال ، فأسلمت عند ذلك، فلقد رأيتني ربع الإسلام، قلت: يا رسول الله، أمكث معك أم ألحق بقومي؟ قال: بل الحق بقومك، فيوشك الله أن يفي بمن يرى إلى الإسلام، ثم أتيته قبيل فتح مكة فسلمت عليه، فقلت: يا رسول الله، أنا عمرو بن عبسة أحب أن أسألك عما تعلم وأجهل عنه، وعما ينفعني ولا يضرك. فقال: يا عمرو ، إنك تريد أن تسألني عن شيء ما سألني عنه أحد ممن ترى، ولن تسألني إن شاء الله إلا أخبرتك. فقلت: يا رسول الله فهل من ساعة أقرب من أخرى أو ساعة ينبغي ذكرها؟ قال: نعم، أقرب ما يكون من الدعاء جوف الليل الآخر، فإن استطعت أن تكون ممن يذكر الله تلك الساعة فكن; فإن الصلاة مشهودة إلى طلوع الشمس; فإنها تطلع بين قرني الشيطان، وهي صلاة الكفار، فدع الصلاة حتى ترتفع قيد رمح، ويذهب شعاعها، ثم الصلاة مشهودة محضورة حتى تعتدل الشمس اعتدال الرمح لنصف النهار; فإنها ساعة تفتح فيها أبواب جهنم وتسجر، فدع الصلاة حتى يفيء الفيء، ثم الصلاة محضورة مشهودة حتى تغيب الشمس فإنها تغرب بين قرني شيطان، وهي ساعة صلاة الكفار، فقلت: يا رسول الله، هذا في هذا، فكيف الوضوء؟ قال: أما الوضوء فإنك إذا توضأت وغسلت كفيك فأنقيتهما خرجت خطاياك من بين أظفارك وبين أناملك ، فإذا مضمضت واستنشقت في منخريك، وغسلت وجهك ويديك إلى المرفقين، ومسحت رأسك، وغسلت رجليك إلى الكعبين; اغتسلت من عامة خطاياك، فإن أنت وضعت وجهك لله تعالى- خرجت من خطاياك كيوم ولدتك أمك.

[ ص: 333 ] فقلت: يا عمرو بن عبسة انظر ما تقول كل هذا يعطى في مجلس واحد؟! قال: والله لقد كبرت سني، ودنا أجلي، وما بي من فقر أن أكذب على رسول الله - عليه السلام - لقد سمعت أذناي ووعاه قلبي"
.

قوله: "في منخريك" بفتح الميم، وهو ثقب الأنف، وقد تكسر الميم إتباعا لكسرة الخاء كما قالوا: منتن، وهما نادران; لأن مفعلا ليس من الأبنية، والمنخور لغة في المنخر، قال الراجز:


من لد لحييه إلى منخوره



قوله: "من عامة خطاياك" أي من جميع ذنوبك، وسائر آثامك.

التالي السابق


الخدمات العلمية