صفحة جزء
4025 ص: حدثنا ابن أبي داود ، قال: ثنا ابن أبي مريم ، قال: ثنا عبد الله بن لهيعة ، قال: ثنا أبو الأسود ، عن عروة ، عن جدامة بنت وهب أخت عكاشة بن وهب: " ، أن عكاشة بن وهب صاحب النبي -عليه السلام- وأخا له آخر جاءاها حين غابت الشمس يوم النحر، فألقيا قميصهما فقالت: ما لكما؟ فقالا: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: من لم يكن أفاض منها فليلق ثيابه، وكانوا تطيبوا ولبسوا الثياب". .


ش: ابن أبي داود هو إبراهيم بن أبي داود سليمان البرلسي ، وابن أبي مريم هو سعيد بن الحكم المصري شيخ البخاري ، وعبد الله بن لهيعة تكلموا فيه ولكن أحمد وثقه، وأبو الأسود هو محمد بن عبد الرحمن بن نوفل بن الأسود المدني يتيم عروة، روى له الجماعة يروي عن عروة بن الزبير بن العوام، وجدامة -بضم الجيم وفتح الدال المهملة- بنت وهب الأسدية الصحابية، هكذا ضبطه يحيى بن يحيى، وكذا قال مالك، وقال سعيد بن أبي أيوب ويحيى بن أيوب: بالذال المعجمة، وفي "التكميل": قال الدارقطني: بالدال المهملة، من أعجمها فقد صحف، و (جدامة) في اللغة: ما لم يندق من السنبل، قاله أبو حاتم، وقال غيره: إذا ذري البر في الريح فما بقي من البر في الغربال من قصبه فهو الجدامة، وقال أبو عمر بن عبد البر: جدامة هذه أم قيس بنت وهب بن محصن أخت عكاشة بن محصن الأسدي، وقال القاضي عياض: جاء في حديث سعيد: عن جدامة بنت وهب أخت عكاشة، قال بعضهم: لعلها بنت أخي عكاشة على قول من قال: إنها جدامة بنت وهب بن محصن.

[ ص: 99 ] قلت: في رواية الطحاوي كما تراها: جدامة بنت وهب أخت عكاشة بن وهب، فدل أن عكاشة من الصحابة اثنان: أحدهما عكاشة بن محصن، والآخر عكاشة بن وهب أخو جدامة بنت وهب، وقال القاضي: عكاشة بن وهب أخو جدامة آخر، يعني غير عكاشة بن محصن .

وفي "التكميل": جدامة بنت وهب الأسدية، ويقال: بنت جندب، ويقال: بنت جندل، لها صحبة، أسلمت بمكة وبايعت وهاجرت مع قومها إلى المدينة.

وقال الطبري: جدامة بنت جندل هاجرت، وقال: المحدثون قالوا فيها: جدامة بنت وهب، وفي "الكمال": جدامة بنت وهب الأسدية أخت عكاشة بن محصن لأمه.

قوله: "وأخا له آخر" لم أقف على اسمه.

قوله: "فألقيا قميصهما" أي نزعاه من جسمهما.

"فقالت جدامة: ما لكما ألقيتما قميصكما فقالا: إن رسول الله -عليه السلام- قال: من لم يكن أفاض منها" أي من الكعبة، معناه من لم يطف طواف الزيارة وهي التي تسمى طواف الإفاضة أيضا.

"فليلق ثيابه" يعني لا يحل من إحرامه ولا يحل له اللبس ولا الطيب حتى يطوف طواف الزيارة، وإليه ذهب جماعة من أهل العلم على ما يأتي إن شاء الله تعالى.

التالي السابق


الخدمات العلمية