صفحة جزء
4047 4048 ص: حدثنا إبراهيم بن مرزوق ، قال: ثنا أبو داود ، عن أبي عوانة ، عن يعلى بن عطاء ، عن الوليد بن عبد الرحمن بن الزجاج ، عن الحارث بن أوس الثقفي ، قال: "سألت عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- عن امرأة حاضت قبل أن تطوف، قال: تجعل آخر عهدها الطواف، قال: هكذا حدثني رسول الله -عليه السلام- حين سألته، فقال لي عمر -رضي الله عنه-: أربت عن يديك؟! سألتني عن شيء سألت عنه رسول الله -عليه السلام- كيما أخالفه؟".

حدثنا محمد بن علي بن داود ، قال: ثنا عفان ، قال: ثنا أبو عوانة ... ، فذكر بإسناده نحو حديث ابن مرزوق في إسناده ومتنه غير أنه قال: "سألت عمر بن الخطاب عن المرأة تطوف بالبيت ثم تحيض".


ش: هذه ثلاث طرق:

الأول: عن ابن مرزوق ، عن أبي داود سليمان بن داود الطيالسي ، عن أبي عوانة الوضاح اليشكري ، عن يعلى بن عطاء العامري، وثقه النسائي وغيره، وروى له الجماعة والبخاري في غير الصحيح.

عن الوليد بن عبد الرحمن بن الزجاج الجرشي الحمصي روى له الجماعة غير البخاري ، عن الحارث بن أوس الثقفي الصحابي، ويقال: الحارث بن عبد الله بن أوس على ما يأتي في الطريق الثاني هكذا.

وأخرجه أبو داود: ثنا عمر بن عوف، قال: أنا أبو عوانة ، عن يعلى بن [ ص: 120 ] عطاء ، عن الوليد بن عبد الرحمن ، عن الحارث بن عبد الله بن أوس قال: "أتيت عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- فسألته عن المرأة تطوف بالبيت يوم النحر ثم تحيض، قال: ليكن آخر عهدها بالبيت، قال: فقال الحارث: كذلك أفتاني رسول الله -عليه السلام-، فقال عمر: أربت عن يديك، سألتني عن شيء سألت عنه رسول الله، كيما أخالفه؟! ".

الثاني: عن محمد بن علي بن داود البغدادي ، عن عفان بن مسلم الصفار شيخ أحمد ، عن أبي عوانة الوضاح ... إلى آخره.

وأخرجه أحمد في "مسنده": ثنا بهز وعفان، قالا: ثنا أبو عوانة ، عن يعلى بن عطاء ، عن الوليد بن عبد الرحمن ، عن الحارث بن عبد الله بن أوس الثقفي قال: "سألت عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- عن المرأة تطوف بالبيت ثم تحيض، قال: ليكن آخر عهدها الطواف بالبيت، قال: فقال الحارث: كذلك أفتاني رسول الله -عليه السلام-، قال: فقال عمر بن الخطاب: أربت عن يديك، سألتني عن شيء سألت عنه رسول الله -عليه السلام- لكي ما أخالف؟! ".

الثالث: عن إبراهيم بن أبي داود البرلسي ، عن أبي الوليد هشام بن عبد الملك الطيالسي شيخ البخاري ، عن أبي عوانة الوضاح ... إلى آخره.

وأخرجه الطبراني في "الكبير": نا محمد بن العباس المؤذن، ثنا عفان بن مسلم .

ونا أبو مسلم الكجي، ثنا سهل بن بكار، قالا: ثنا أبو عوانة ، عن يعلى بن عطاء ، عن الوليد بن عبد الرحمن ، عن الحارث بن عبد الله بن أوس الثقفي قال: "سألت عمر بن الخطاب ... " إلى آخره نحو رواية أحمد .

[ ص: 121 ] وأخرجه الترمذي: ثنا نصر بن عبد الرحمن الكوفي، قال: ثنا المحاربي ، عن الحجاج بن أرطأة ، عن عبد الملك بن المغيرة ، عن عبد الرحمن بن البيلماني ، عن عمرو بن أوس، عن الحارث بن عبد الله بن أوس، قال: سمعت النبي -عليه السلام- يقول: "من حج البيت أو اعتمر فليكن آخر عهده بالبيت، فقال عمر -رضي الله عنه-: خررت من يديك، سمعت هذا من رسول الله -عليه السلام- ولم تخبرنا به؟! ". وقال: هذا حديث غريب، وقال الحافظ المنذري: الإسناد الذي خرجه أبو داود حسن، وأخرجه الترمذي بإسناد ضعيف وقال غريب.

قوله: "أربت عن يديك" بفتح الهمزة وكسر الراء وسكون الباء الموحدة وبتاء الخطاب، وهذه لفظة في موضع الدعاء ومعناها سقطت آرابك، وهي جمع "أرب" وهو العضو، وقال ابن الأثير: معناه سقطت آرابك من اليدين خاصة، وقال الهروي: معناه ذهب ما في يديك حتى تحتاج، وفي هذا نظر، لأنه قد جاء في رواية الترمذي كما ذكرنا: "خررت عن يديك" وهي عبارة عن الخجل مشهورة، كأنه أراد أصابك خجل أو ذم، ومعنى خررت: سقطت.

قلت: ومن هذا القبيل ما جاء في حديث آخر: "أن رجلا اعترض النبي -عليه السلام- ليسأله، فصاح به الناس فقال: دعوا الرجل أرب ماله" ففي هذه اللفظة ثلاث روايات: أرب على وزن علم ومعناها الدعاء عليه، أي أصيبت آرابه وسقطت، وهي كلمة لا يراد بها وقوع الأمر، كما يقال: تربت يداك، وقاتلك الله، وإنما تذكر في معرض التعجب.

والثانية: أرب ماله على وزن جمل أي حاجة له، وكلمة "ما" زائدة للتقليل، أي حاجة يسيرة.

والثالث: أرب على وزن كتف، والأرب: الحاذق الكامل، أي هو أرب، بحذف المبتدأ، ثم سأل فقال: ما له؟ أي ما شأنه؟

[ ص: 122 ] قوله: "كي ما أخالفه" أي حتى أخالف النبي -عليه السلام- في جوابي، أراد: إنك سألتني عن شيء قد علمته من رسول الله -عليه السلام- حتى أجيب بجواب أخالف فيه ما أجاب به رسول الله -عليه السلام-.

التالي السابق


الخدمات العلمية