صفحة جزء
4083 4084 ص: حدثنا يونس ، قال: ثنا سفيان ، عن عمرو بن دينار ، أخبره عن عمرو بن أوس ، قال: أخبرني عبد الرحمن بن أبي بكر ، قال: "أمرني النبي -عليه السلام- أن أردف عائشة -رضي الله عنها- إلى التنعيم فأعمرها".

حدثنا فهد، قال: أنا داود بن عبد الرحمن ، عن عبد الله بن عثمان بن خثيم ، عن يوسف بن ماهك ، عن حفصة بنت عبد الرحمن ، عن أبيها: " ، أن رسول الله -عليه السلام- قال لعبد الرحمن بن أبي بكر : -رضي الله عنهما-: أردف أختك فأعمرها من التنعيم، ، فإذا هبطت بها من الأكمة فمرها فلتحرم؛ فإنها عمرة متقبلة". .


ش: هذان طريقان صحيحان:

الأول: عن يونس بن عبد الأعلى ، عن سفيان بن عيينة ، عن عمرو بن دينار ، عن عمرو بن أوس بن أبي أوس واسمه حذيفة الثقفي الطائفي ، عن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق، والكل رجال الصحيح.

وأخرجه البخاري: ثنا علي بن عبد الله، ثنا سفيان ، عن عمرو، سمع عمرو بن أوس، أن عبد الرحمن بن أبي بكرة أخبره: "أن رسول الله -عليه السلام- أمره أن يردف عائشة ويعمرها من التنعيم".

وأخرجه بقية الجماعة.

[ ص: 156 ] الثاني: عن فهد بن سليمان ، عن داود بن عبد الرحمن العطار المكي روى له الجماعة، عن عبد الله بن عثمان بن خثيم القاري، من القارة المكي روى له الجماعة البخاري مستشهدا، عن يوسف بن ماهك -بفتح الهاء- بن بهزاد المكي روى له الجماعة، عن حفصة بنت عبد الرحمن بن أبي بكر -رضي الله عنهم-، قال العجلي: تابعية ثقة روى لها مسلم وأبو داود والترمذي وابن ماجه .

وأخرجه أبو داود: ثنا عبد الأعلى بن حماد، قال: ثنا داود بن عبد الرحمن، قال: حدثني عبد الله بن خثيم ، عن يوسف بن ماهك ... إلى آخره نحوه سواء.

وأخرجه البزار في "مسنده" وقال: لا نعلم روت حفصة عن أبيها إلا هذا الحديث.

قوله: "إلى التنعيم" على وزن تفعيل، قد ذكرنا أنه منتهى حد الحرم من ناحية المدينة، بينه وبين مكة نحو من أربعة أميال، وفيه مسجد عائشة -رضي الله عنها-.

قوله: "فأعمرها" بالنصب عطف على قوله: "أن أردف" من الإعمار يقال: اعتمرت وأعمرت غيري.

والعمرة في اللغة: الزيارة، يقال: اعتمر أي زار، فهو معتمر.

وفي الشرع: زيارة البيت الحرام بشروط مخصوصة.

قوله: "من الأكمة" بفتح الهمزة وبعدها كاف وميم مفتوحتان وتاء تأنيث، وجمعها آكام بفتح الهمزة والمد، ويقال: إكام بكسر الهمزة، ويجمع أيضا على أكم وأكم بضمتين وفتحتين، قيل: هي الجبال الصغار، وقيل: ما اجتمع من التراب أكبر من الكدمة، وقيل: هي ما غلظ من الأرض ولم يبلغ أن يكون حجرا وكانت أشد ارتفاعا مما حولها كالتلول ونحوها، وقيل: هي الراية وقيل: التل العظيم المرتفع.

[ ص: 157 ] قوله: "فمر" أمر من أمر يأمر، أي "فمر عائشة فلتحرم" من الإحرام.

التالي السابق


الخدمات العلمية