صفحة جزء
187 ص: حدثنا أبو بكرة، قال: ثنا مؤمل بن إسماعيل، قال: ثنا سفيان ، عن أبي إسحاق ، عن سعيد ، عن جابر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " ويل للأعقاب من النار; أسبغوا الوضوء". .


ش: رجاله ثقات، وأبو بكرة بكار القاضي ، وسفيان هو الثوري ، وأبو إسحاق عمرو بن عبد الله ، وسعيد هو ابن أبي كرب

وأخرجه ابن ماجه : نا أبو بكر بن أبي شيبة ، نا الأحوص ، عن أبي إسحاق ، عن سعيد بن أبي كرب ، عن جابر بن عبد الله قال: سمعت رسول الله - عليه السلام - يقول: "ويل للأعقاب من النار" .

قوله: "للأعقاب" جمع عقب مثال: كبد، وهو المستأخر الذي يمسك مؤخر شراك النعل، وقال أبو حاتم : عقب وعقب، مثال: كبد وصقر، وهي مؤنثة، ولم يكسروا العين كما في كبد وكتف.

[ ص: 337 ] وقال النضر بن شميل : العقب يكون في المتن والساقين مختلط باللحم، يمشق منه مشقا، ويهذب، وينقى من اللحم، ويسوى منه الوتر، وأما العصب فالعلباء الغليظ، ولا خير فيه، قال الليث : والعقب مؤخر القدم فهو من العصب لا من العقب، وقال الأصمعي : العقب ما أصاب الأرض من مؤخر الرجل إلى موضع الشراك، وفي "المخصص": عرش القدم أصول سلامياتها المنتشرة القريبة من الأصابع، وعقبها مؤخرها الذي يفصلها عن مؤخر القدم، وهو موقع الشراك من خلفها.

فإن قلت: لم خص الأعقاب بالعذاب؟

قلت: لأنها العضو التي لم تغسل.

وفي "الغريبين": وفي الحديث: "ويل للعقب من النار" أي لصاحب العقب المقصر عن غسلها، كما قال تعالى: واسأل القرية أي أهلها، وقيل: إن العقب تخص بالمؤلم من العقاب إذا قصر في غسلها.

وفي "المنتهى في اللغة": وفي الحديث: "ويل للأعقاب من النار" أراد التغليظ في إسباغ الوضوء، وذلك أنهم كانوا يبولون على شباق من أعقابهم، ثم يصلون، ولا يغسلون.

قوله: "أسبغوا" أمر من الإسباغ، وهو التكميل والإتمام، والسبوغ: الشمول، وإنما ترك العاطف بين الجملتين; لأن الثانية كالبيان للأصلي فلا يحتاج إلى العاطف.

فإن قلت: ما الألف واللام في الأعقاب؟

قلت: للعهد، أي الأعقاب التي رآها كذلك لم يمسها الماء، أو يكون المراد الأعقاب التي صفتها هذه لا كل الأعقاب.

التالي السابق


الخدمات العلمية