صفحة جزء
4306 ص: حدثنا صالح بن عبد الرحمن ، قال: ثنا سعيد بن منصور ، قال: ثنا هشيم ، قال: أنا يونس ، عن سعيد بن جبير ، قال: "سمعت عبد الله بن الزبير -رضي الله عنهما- يخطب وهو يعرض بابن عباس ، يعيب عليه قوله في المتعة، . فقال ابن عباس: : يسأل أمه إن كان صادقا، فسألها فقالت: صدق ابن عباس، ، قد كان ذلك، فقال ابن عباس: لو شئت سميت رجالا من قريش ولدوا فيها".


ش: إسناده صحيح، ورجاله ثقات، ويونس هو ابن عبيد بن دينار البصري .

[ ص: 341 ] وأخرج البيهقي: من حديث عبد الله بن وهب، حدثني يونس، قال: قال ابن شهاب: أخبرني عروة: "أن ابن الزبير قام بمكة، فقال: إن أناسا أعمى الله قلوبهم كما أعمى أبصارهم يفتون بالمتعة، ويعرض بالرجل، فناداه فقال: إنك جلف جاف، لعمري لقد كانت المتعة تفعل في عهد إمام المتقين -يريد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -- فقال ابن الزبير: فجرب بنفسك، فوالله لئن فعلتها لأرجمنك بأحجارك".

قال البيهقي: وفيه تعريض بابن عباس، وزاد في آخره: قال ابن شهاب: وأخبرني عبيد الله: "أن ابن عباس كان يفتي بالمتعة ويغمص ذلك عليه أهل العلم، فأبى ابن عباس أن ينتكل عن ذلك، حتى طفق بعض الشعراء يقول فيه:


يا صاح هل لك في فتيا ابن عباس

هل لك في ناعم خود مبتلة     تكون مثواك حتى مصدر الناس



قال: فازداد أهل العلم بها قدرا ولها بغضا حتى قيل فيها الأشعار".

وأخرج البيهقي أيضا: من حديث ابن وهب، أخبرني جرير بن حازم ، عن الحسن بن عمارة ، عن المنهال بن عمرو ، عن سعيد بن جبير: "قلت لابن عباس: ماذا صنعت؟! ذهبت الركائب بفتياك، وقالت فيها الشعراء، قال: وما قالوا؟ قال: قال الشاعر:


أقول للشيخ لما طال مجلسه     يا صاح هل لك في فتيا ابن عباس


يا صاح هل لك في بيضاء بهكنة     تكون مثواك حتى مصدر الناس



فقال ما هذا أردت؛ إن المتعة لا تحل إلا لمضطر ألا إنما هي كالميتة والدم ولحم الخنزير".

التالي السابق


الخدمات العلمية