صفحة جزء
4386 ص: حدثنا أحمد بن داود ، قال: ثنا يعقوب بن حميد ، قال: ثنا عبد الله بن نافع ، عن هشام بن سعد ، عن زيد بن أسلم ، عن عطاء بن يسار ، عن أبي سعيد ، -رضي الله عنه-: " أن رجلا أصاب امرأة في دبرها، فأنكر الناس ذلك عليه وقالوا: أثغرها، فأنزل الله -عز وجل-: نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم ".


ش: يعقوب بن حميد بن كاسب الذي قد قلنا غير مرة: إنه ضعفه بعضهم، ووثقه آخرون.

وعبد الله بن نافع الصائغ المقرئ، روى له الجماعة؛ البخاري في غير الصحيح، والباقي من رجال الجماعة.

قوله: "أثغرها". من أثغرت الدابة إذا شددت عليها الثغر، وإثغار المرأة كناية عن الوطء في دبرها.

قوله: حرث لكم الحرث: المزدرع، وجعل في هذا الموضع كناية عن الجماع؛ وسمى النساء حرثا لأنهن مزدرع الأولاد، وقال الزمخشري: نساؤكم حرث لكم مواضع حرث لكم، وهذا مجاز، شبههن بالمحارث تشبيها لما يلقى في أرحامهن من النطف التي منها النسل بالبذور.

قوله: فأتوا حرثكم أنى شئتم تمثيل أي: فائتوهن كما تأتون أراضيكم التي تريدون أن تحرثوها من أي جهة شئتم لا يحظر عليكم جهة دون جهة، والمعنى: جامعوهن من أي شق أردتم بعد أن يكون المأتى واحدا وهو موضع الحرث، ولكن طائفة استدلوا على إباحة إتيان النساء في أدبارهن، وتأولوا هذه الآية على وفق ما

[ ص: 433 ] ذهبوا إليه، وقالوا: معناه حيث شئتم من القبل والدبر، وهذا تأويل فاسد على ما نذكره إن شاء الله تعالى".

واعلم أن "أنى" يستفهم بها عن الحال نحو: أنى لقيت زيدا أو مكافحا؟ وقد يستفهم بها عن المكان فيقال: أنى كنت؟ أي: أين كنت؟ وعن الزمان كقولك: أنى سرت؟ أي: متى سرت، ويجزم بهما الشرط والجزاء نحو: أنى تذهب أذهب، وأصل وضعها للاستفهام ككيف، والمعنى في الآية: فائتوا حرثكم كيف شئتم مستقبلين أو مستدبرين غير أن يكون المأتى واحدا وهو موضع الحرث.

التالي السابق


الخدمات العلمية