صفحة جزء
4391 4392 ص: وقد روى آخرون: هذا الحديث عن ابن المنكدر -على ما ذكرنا- وزادوا فيه: "إذا كان من الفرج".

[ ص: 438 ] حدثنا ابن أبي داود ، قال: ثنا المقدمي ، قال: ثنا وهب بن جرير ، قال: ثنا أبي ، قال: سمعت النعمان بن راشد ، يحدث، عن الزهري ، عن محمد بن المنكدر ، عن جابر بن عبد الله: " ، أن يهوديا قال: إذا نكح الرجل امرأته مجبية ، خرج ولده أحول، فأنزل الله -عز وجل-: نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم إن شئتم مجبية ، وإن شئتم غير مجبية، ، إذا كان ذلك في صمام واحد". .

حدثنا يونس ، قال: ثنا ابن وهب ، قال: أخبرني ابن جريج ، أن محمد بن المنكدر حدثه، عن جابر بن عبد الله: " ، أن اليهود قالوا للمسلمين: من أتى امرأته وهي مدبرة جاء ولده أحول، فأنزل الله -عز وجل-: نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم فقال رسول الله -عليه السلام-: مدبرة ومقبلة ما كان في الفرج". .

ففي توقيف النبي -عليه السلام- إياهم في ذلك على الفرج إعلام منه إياهم أن الدبر بخلاف ذلك.


ش: أي قد روى جماعة آخرون من المحدثين مثل جرير بن حازم وعبد الملك بن جريج والنعمان بن راشد ومحمد بن مسلم الزهري هذا الحديث، وزادوا فيه حرفا وهو قولهم: "إذا كان في الفرج".

وأخرجه من طريقين صحيحين:

الأول: عن إبراهيم بن أبي داود البرلسي ، عن محمد بن أبي بكر بن علي بن عطاء بن مقدم المقدمي الثقفي البصري شيخ البخاري ومسلم ، عن وهب بن جرير ، عن أبيه جرير بن حازم بن زيد البصري روى له الجماعة، عن النعمان بن راشد الجزري أبي إسحاق الرقي، روى له الجماعة؛ البخاري مستشهدا، عن محمد بن مسلم الزهري ، عن محمد بن المنكدر المصري ، عن جابر .

وأخرجه مسلم: حدثني عبيد الله بن سعيد وهارون بن عبد الله وأبو معن [ ص: 439 ] الرقاشي، قالوا: ثنا وهب بن جرير، قال: نا أبي، قال: سمعت النعمان بن راشد يحدث، عن الزهري ، عن محمد بن المنكدر ، عن جابر -رضي الله عنه- نحوه.

قوله: "مجبية": يعني على وجهها، وقال ابن الأثير: أي منكبة على وجهها تشبيها بهيئة السجود، وقال أبو عبيدة في حديث عبد الله وذكر القيامة فقال: "وتجبون تجبية رجل واحد لله رب العالمين": والتجبية تكون في الحالين:

أحدهما: أن يضع يديه على ركبتيه وهو قائم.

والوجه الآخر: أن ينكب على وجهه باركا، قال: وهذا الوجه هو المعروف عند الناس، وقد حمله بعضهم على أنهم يخرون سجدا، فجعل السجود هو التجبية.

قلت: هو من جبى يجبي، كعلى يعلي تعلية، ومادته: جيم، وباء موحدة، وألف.

قوله: "إذا كان ذلك في صمام واحد". بكسر الصاد المهملة، أي إذا كان في مسلك واحد، والصمام ما يسد به الفرجة، فسمي به الفرج، ويجوز أن يكون التقدير: في موضع صمام واحد، على حذف المضاف، ويروى بالسين "في سمام واحد" أي مأتى واحد، وهو من سمام الإبرة: ثقبها.

الثاني: عن يونس بن عبد الأعلى ، عن عبد الله بن وهب ، عن عبد الملك بن جريج المكي ... إلى آخره.

وهؤلاء كلهم رجال الصحيح.

قوله: "مدبرة ومقبلة". منصوبان على الحال، والتقدير: يأتي أحدكم امرأته حال كونها مقبلة، وحال كونها مدبرة، ويجوز أن يكون خبر كان المقدر، أي: سواء كانت مقبلة أو مدبرة ما دام الوطء في الفرج.

قوله: "ففي توقيف النبي -عليه السلام- إياهم في ذلك". أي في وطء امرأته على الفرج، "إعلام منه" أي من النبي -عليه السلام.

[ ص: 440 ] "أن الدبر بخلاف ذلك" أي بخلاف القبل في الوطء؛ لأن تنصيصه على الفرج ينافي دخول الدبر فيه. فافهم.

التالي السابق


الخدمات العلمية