صفحة جزء
4617 ص: حدثنا ابن مرزوق، قال: ثنا يعقوب بن إسحاق الحضرمي، قال: ثنا عكرمة بن عمار، قال: حدثني أبو زميل ، عن مالك بن مرثد ، عن أبيه قال: "سألت أبا ذر، فقلت: أسألت رسول الله -عليه السلام- عن ليلة القدر؟ قال: نعم، كنت أسأل الناس عنها -قال عكرمة: : يعني أشبع سؤالا- قلت: يا رسول الله، أخبرني [ ص: 221 ] عن ليلة القدر في رمضان هي، أم في غيره؟ قال: في رمضان. قلت: وتكون مع الأنبياء ما كانوا، فإذا رفعوا رفعت؟ قال: بل هي إلى يوم القيامة. قلت: في أي رمضان هي؟ قال: في العشر الأول أو في العشر الآخر، ثم حدث رسول الله -عليه السلام- وحدثت، فقلت: يا رسول الله في أي العشرين هي؟ قال: التمسوها في العشر الأواخر، لا تسألني عن شيء بعدها، ثم حدث رسول الله -عليه السلام- فقلت: يا رسول الله، أقسمت عليك لتخبرني بحقي عليك في أي العشر هي؟ فغضب علي غضبا لم يغضب علي قبل ولا بعد، ثم قال: إن الله -عز وجل- لو شاء لأطلعكم عليها، التمسوها في السبع الأواخر، لا تسألني عن شيء بعدها".


ش: رجاله ثقات.

ويعقوب بن إسحاق النحوي، روى له الجماعة سوى البخاري ، الترمذي في "الشمائل".

وعكرمة بن عمار العجلي اليمامي، روى له الجماعة، البخاري مستشهدا.

وأبو زميل -بضم الزاي المعجمة- اسمه سماك بن الوليد الحنفي، روى له الجماعة، البخاري في غير "الصحيح".

ومالك بن مرثد بن عبد الله الزماني، وثقه ابن حبان، وروى له الترمذي والنسائي وابن ماجه .

وأبوه مرثد بن عبد الله، وثقه ابن حبان روى له الترمذي وابن ماجه .

وأبو ذر الغفاري اسمه جندب بن جنادة .

وأخرجه النسائي من حديث ابن عمار ، عن أبي زميل ، عن مالك بن مرثد قال: "قلت لأبي ذر: سألت رسول الله -عليه السلام- عن ليلة القدر؟ قال: أنا كنت أسأل الناس عنها -يعني أشد الناس مسألة- فقلت: يا رسول الله أخبرني عن ليلة القدر أو في رمضان هي أو في غيره؟ قال: لا، بل في شهر رمضان فقلت: [ ص: 222 ] أتكون مع الأنبياء ما كانوا فإذا قبضت الأنبياء ورفعوا رفعت معهم، أو هي إلى يوم القيامة؟ قال: لا، بل هي إلى يوم القيامة، فقلت: فأخبرني في أي شهر رمضان هي؟ قال: التمسوها في العشر الأواخر، والعشر الأول، ثم حدث نبي الله وحدثت، فاهتبلت غفلته فقلت: يا نبي الله، أخبرني في أي العشر هي؟ قال: التمسوها في العشر الأواخر، ولا تسألني عن شيء بعد هذا، ثم حدث وحدثت، فاهتبلت غفلته، فقلت: أقسمت عليك يا رسول الله بحقي عليك؛ لتحدثني في أي العشر هي؟ فغضب علي غضبا ما غضب علي من قبل ولا بعد، ثم قال: التمسوها في السبع الأواخر، لا تسألني عن شيء بعد".

وأخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه" : نا وكيع، قال: نا سفيان ، عن الأوزاعي ، عن مرثد بن أبي مرثد ، عن أبيه قال: "كنت مع أبي ذر عند الجمرة الوسطى، فسألته عن ليلة القدر، فقال: كنت أسأل الناس عنها رسول الله -عليه السلام-، قلت: يا رسول الله، ليلة القدر كانت تكون على عهد الأنبياء -عليهم السلام-، فإذا ذهبوا رفعت؟ قال: لا، ولكن تكون إلى يوم القيامة. قال: قلت: يا رسول الله، فأخبرنا بها، قال: لو أذن لي فيها لأخبرتكم ولكن التمسوها في أحد السبعين، لا تسألني عنها بعد مقامي أو مقامك هذا، ثم أخذ في حديث، فلما انبسط، قلت: يا رسول الله أقسمت عليك إلا حدثتني بها، قال أبو ذر: فغضب علي غضبة لم يغضب علي قبلها ولا بعدها مثلها".

قوله: "كنت أسأل الناس" أي أكثر الناس سؤالا، وأسأل ها هنا أفعل التفضيل، وقد فسره عكرمة الراوي بقوله: "أشبع سؤالا" أي أكثر وأشد سؤالا.

قوله: "لتخبرني" اللام فيه مفتوحة؛ لأنها للتأكيد.

قوله: "فغضب" إنما كان غضبه -عليه السلام- لأمرين:

الأول: أنه أقسم على النبي -عليه السلام-، وليس لأحد يمين على النبي -عليه السلام-.

[ ص: 223 ] والثاني: أنه سأل عن شيء لم يكن النبي -عليه السلام- مأذونا في تعيينه، كما جاء في رواية ابن أبي شيبة: "لو أذن لي فيها لأخبرتكم".

قوله: "فاهتبلت غفلته" في رواية النسائي، أي اغتنمت من الهبالة وهي الغنيمة.

وهذا الحديث رد على من يقول: إن ليلة القدر في جميع السنة، وبيان أنها في السبع الأواخر ولكنها غير معينة.

التالي السابق


الخدمات العلمية