صفحة جزء
4618 4619 4620 4621 4622 4623 4624 ص: حدثنا ربيع المؤذن، قال: ثنا أسد ، قال: ثنا ابن لهيعة، قال: ثنا أبو الزبير، قال: أخبرني جابر: أن عبد الله بن أنيس الأنصاري سأل النبي -عليه السلام- عن ليلة القدر، وقد خلت اثنتان وعشرون ليلة، فقال رسول الله -عليه السلام-: التمسوها في السبع الأواخر التي تبقين من الشهر".

حدثنا ربيع المؤذن، قال: ثنا شعيب بن الليث ، قال: ثنا الليث ، عن يزيد بن أبي حبيب ، عن محمد بن إسحاق ، عن معاذ بن عبد الله بن خبيب ، عن عبد الله بن عبد الله بن خبيب -أراه- عن عبد الله بن أنيس -عليه السلام-: أنه سئل عن ليلة القدر، فقال: سمعت رسول -عليه السلام- يقول: التمسوها الليلة -وتلك الليلة ليلة ثلاث وعشرين- فقال رجل: هذا إذا أول ثمان، فقال: بل أول سبع فإن الشهر لا يتم".

فقد ثبت بهذا الحديث أيضا أنها في السبع الأواخر، وأنه إنما قصد ليلة ثلاثة وعشرين؛ لأن ذلك الشهر كان تسعا وعشرين.

حدثنا روح بن الفرج ، قال: ثنا أبو زيد بن أبي الغمر ، قال: ثنا يعقوب بن عبد الرحمن ، عن أبيه قال: "كنت جالسا مع أبي على الباب إذ مر بنا ابن عبد الله بن أنيس ، فقال أبي: سمعت من أبيك يذكر عن رسول الله -عليه السلام-، فقلت: يا رسول الله، إني رجل تنازعني البادية، فمرني بليلة آتي فيها المدينة، فقال: ائت في ثلاث وعشرين".

حدثني ابن أبي داود، قال: حدثني الوهبي، قال: ثنا ابن إسحاق ، عن معاذ بن عبد الله ، عن أخيه عبد الله بن عبد الله قال: كان رجل في زمن عمر بن [ ص: 224 ] الخطاب -رضي الله عنه- قد سأله فأعطاه، قال: جلس إلينا عبد الله بن أنيس -رضي الله عنه- في مجلس جهينة في آخر رمضان، فقلنا له: يا أبا يحيى، ، هل سمعت من رسول الله -عليه السلام- في هذه الليلة المباركة شيئا؟ قال: نعم، جلسنا مع رسول الله -عليه السلام- في آخر هذا الشهر، . فقلنا: يا نبي الله متى تلتمس هذه الليلة المباركة؟ فقال: التمسوا هذه الليلة لمساء ثلاث وعشرين، فقال رجل من القوم: : فهي إذا أولى ثمان؟ فقال: إنها ليست بأولى ثمان، ولكنها أولى سبع، ما تريد بشهر لا يتم؟ ".

حدثنا فهد ، قال: ثنا ابن أبي مريم، قال: أخبرنا يحيى بن أيوب ، عن ابن الهاد ، عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، أنه أخبر عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك ، عن عبد الله بن أنيس قال: كنا بالبادية، فقلنا: إن قدمنا بأهلنا شق ذلك علينا، وإن خلفناهم أصابتهم ضيعة، فبعثوني -وكنت أصغرهم- إلى رسول الله -عليه السلام-، فذكرت ذلك له، فأمرنا بليلة ثلاث وعشرين".

حدثنا ابن أبي داود، قال: ثنا عبد الله بن يوسف، قال: حدثني ابن لهيعة، قال: ثنا بكير بن الأشج، قال: سألت ضمرة بن عبد الله بن أنيس عن ليلة القدر فقال: سمعت أبي يخبر عن رسول الله -عليه السلام- أنه قال: تحروها ليلة ثلاثة وعشرين، فكان ينزل كذلك". .

حدثنا فهد ، قال: ثنا يحيى الحماني، قال: ثنا عبد العزيز بن محمد ، عن موسى بن عقبة ، عن سالم أبي النضر ، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن ، عن بسر بن سعيد ، عن عبد الله بن أنيس ، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: رأيتني في ليلة القدر كأني أسجد في ماء وطين، فإذا هي ليلة ثلاث وعشرين". .


ش: هذه سبع طرق:

الأول: فيه عبد الله بن لهيعة وفيه مقال، وأبو الزبير هو محمد بن مسلم المكي ، وجابر هو ابن عبد الله الأنصاري الصحابي ، وعبد الله بن أنيس الجهني الأنصاري الصحابي -رضي الله عنهم-.

[ ص: 225 ] الثاني: إسناده حسن جيد.

ومعاذ بن عبد الله بن خبيب -بضم الخاء المعجمة- الجهني المدني، وثقه ابن معين، وروى له الأربعة.

وعبد الله بن عبد الله بن خبيب أخو معاذ بن عبد الله المذكور، وثقه ابن حبان .

وأخرجه الطبراني: ثنا مطلب بن شعيب الأزدي، ثنا أبو صالح عبد الله بن صالح، حدثني الليث ، عن يزيد بن أبي حبيب ، عن محمد بن إسحاق ، عن معاذ بن عبد الله بن خبيب ، عن عبد الله بن عبد الله بن خبيب ، عن عبد الله بن أنيس صاحب رسول الله -عليه السلام-: "أنه سئل عن ليلة القدر، فقال: سمعت رسول الله -عليه السلام- يقول: التمسوها الليلة -وتلك الليلة ليلة ثلاث وعشرين- فقال رجل: يا رسول الله هي إذا أول ثمان؟ قال: لا، بل أول سبع، إن الشهر لا يتم".

الثالث: عن روح بن الفرج القطان المصري ، عن أبي زيد عبد الرحمن بن أبي الغمر -بالغين المعجمة- واسمه عمر بن عبد العزيز مولى بني سهم المصري، ذكره ابن يونس في "تاريخه" ولم يتعرض له بشيء،

عن يعقوب بن عبد الرحمن بن محمد القارئ المدني، روى له الجماعة سوى ابن ماجه .

عن أبيه عبد الرحمن بن محمد -وثقه ابن حبان- قال: "كنت جالسا مع أبي على الباب" وهو محمد بن عبد الله بن عبد القاري، ذكره ابن حبان في "الثقات"-: "إذ مر بنا ابن عبد الله بن أنيس" والظاهر أنه ضمرة بن عبد الله بن أنيس، ويحتمل أن يكون عمرو بن عبد الله بن أنيس؛ لأن عبد الله بن أنيس له ابنان يرويان عنه في ليلة القدر وهما: ضمرة ، وعمرو، وقال في "التكميل ": ابن عبد الله بن أنيس ، عن أبيه في التماس ليلة القدر، وعنه محمد بن إبراهيم التيمي، وروى الزهري عن ضمرة بن عبد الله بن أنيس ، عن أبيه، وعن عمرو بن عبد الله بن أنيس نحوا منه.

[ ص: 226 ] وقال أبو داود في "سننه" : حدثنا أحمد بن يونس، قال: نا محمد بن إسحاق، حدثني محمد بن إبراهيم ، عن ابن عبد الله بن أنيس الجهني ، عن أبيه قال: قلت: "يا رسول الله، إن لي بادية أكون فيها، وأنا أصلي فيها بحمد الله، فمرني بليلة أنزلها إلى هذا المسجد، فقال: انزل ليلة ثلاث وعشرين، فقلت لابنه: فكيف كان أبوك يصنع؟ قال: كان يدخل المسجد إذا صلى العصر فلا يخرج منه لحاجة حتى يصلي الصبح، فإذا صلى الصبح وجد دابته على باب المسجد، فجلس عليها فلحق بباديته". انتهى.

قوله: "فقال أبي" القائل هو محمد بن عبد الله بن عبد، والد عبد الرحمن بن محمد الذي يروي عنه ابنه يعقوب .

قوله: "سمعت" بتاء الخطاب، يخاطب به ابن عبد الله بن أنيس، أي: هل سمعت من أبيك عبد الله بن أنيس يذكر عن رسول الله -عليه السلام- شيئا في شأن ليلة القدر.

قوله: "فقال: سمعت أبي" القائل هو إما ضمرة -وهو الظاهر- أو عمرو، على ما ذكرنا.

قوله: "تنازعني البادية" أي تشاغلني البادية عن المجيء إلى المدينة كل وقت.

قوله: "ائت" أمر من أتى يأتي إتيانا.

الرابع: عن إبراهيم بن أبي داود البرلسي ، عن أحمد بن خالد الوهبي ، عن محمد بن إسحاق ، عن معاذ بن عبد الله بن خبيب ، عن أخيه عبد الله بن عبد الله بن خبيب ... إلى آخره.

وهؤلاء ثقات، غير أن قوله: "كان رجل" مجهول.

وأخرجه أحمد في "مسنده" : ثنا يعقوب، نا أبي، عن أبي إسحاق، حدثني معاذ بن عبد الله بن خبيب الجهني ، عن أخيه عبد الله بن عبد الله بن خبيب قال: [ ص: 227 ] "كان رجل في زمان عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- قد سأله فأعطاه، قال: جلس معنا عبد الله بن أنيس صاحب رسول الله -عليه السلام- في مجلسه في مجلس جهينة -قال: في رمضان- فقال: فقلنا له: يا أبا يحيى، هل سمعت من رسول الله -عليه السلام- في هذه الليلة المباركة من شيء؟ قال: نعم، جلسنا مع رسول الله -عليه السلام- في آخر هذا الشهر، فقلنا له: يا رسول الله، متى نلتمس هذه الليلة المباركة؟ قال: التمسوها هذه الليلة -قال: وذلك مساء ليلة ثلاث وعشرين- فقال له رجل من القوم: وهي إذا يا رسول الله، أولى ليلة ثمان؟ قال: فقال رسول الله -عليه السلام-: إنها ليست بأولى ثمان، ولكنها أولى سبع؛ إن الشهر لا يتم".

الخامس: عن فهد بن سليمان ، عن سعيد بن الحكم المعروف بابن أبي مريم شيخ البخاري ، عن يحيى بن أيوب الغافقي المصري ، عن يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد ، عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم ، عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك الأنصاري السلمي، روى له الجماعة.

وهذا إسناد صحيح.

وأخرجه البيهقي في "سننه" : من حديث يحيى بن أيوب، حدثني يزيد بن الهاد، أن أبا بكر بن حزم أخبره، عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك ، عن عبد الله بن أنيس قال: "كنا بالبادية، فقلنا: إن قدمنا بأهلنا شق علينا، وإن خلفناهم أصابتهم ضيعة، فبعثوني وكنت أصغرهم إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فذكرت له قولهم، فأمرنا بليلة ثلاث وعشرين، قال ابن الهاد: كان محمد بن إبراهيم يجتهد تلك الليلة".

السادس: عن إبراهيم بن أبي داود البرلسي ، عن عبد الله بن يوسف التنيسي -شيخ البخاري - عن عبد الله بن لهيعة، فيه مقال، عن بكير بن عبد الله بن الأشج ، عن ضمرة بن عبد الله بن أنيس ، عن أبيه عبد الله بن أنيس .

[ ص: 228 ] وأخرجه الطبراني: نا أبو مسلم الكشي، نا يحيى بن كثير الباجي، نا ابن لهيعة ، عن بكير بن عبد الله قال: "سألت ضمرة بن عبد الله بن أنيس عن ليلة القدر، فقال: سمعت أبي يحدث عن النبي -عليه السلام- فقال: تحروها ليلة ثلاث وعشرين".

السابع: عن فهد بن سليمان ، عن يحيى بن عبد الحميد الحماني ، عن عبد العزيز بن محمد الدراوردي ، عن موسى بن عقبة بن أبي عياش المدني ، عن أبي النضر -بالنون والضاد المعجمة- سالم بن أبي أمية ، عن أبي سلمة عبد الله بن عبد الرحمن بن عوف ، عن بسر -بضم الباء الموحدة وسكون السين المهملة- ابن سعيد المدني ، عن عبد الله بن أنيس .

وهذا إسناد صحيح.

وأخرجه مسلم : ثنا سعيد بن عمرو وعلي بن خشرم، قالا: أنا أبو ضمرة، قال: حدثني الضحاك بن عثمان -قال ابن خشرم: عن الضحاك بن عثمان- عن أبي النضر مولى عمر بن عبيد الله ، عن بسر بن سعيد ، عن عبد الله بن أنيس أن رسول الله -عليه السلام- قال: "أريت ليلة القدر، ثم أنسيتها وأراني صبحتها أسجد في ماء وطين. قال: فمطرنا ليلة ثلاث وعشرين فصلى بنا رسول الله -عليه السلام-، فانصرف وإن أثر الماء والطين على جبهته وأنفه، قال: وكان عبد الله بن أنيس يقول: ثلاث وعشرون".

قوله: "رأيتني" بضم التاء، أي رأيت نفسي.

قوله: "وأراني صبحتها أسجد في ماء وطين" علامة جعلت له تلك السنة. والله أعلم. استدل بها عليها كما استدل بالشمس في غيرها، ذكر البخاري عن الحميدي أنه كان يحتج بهذا الحديث، أنه لا تمسح الجبهة في الصلاة.

التالي السابق


الخدمات العلمية