صفحة جزء
5492 5493 ص: حدثنا ربيع المؤذن، قال: ثنا أسد ، قال: ثنا أبو الأحوص ، قال: أنا سماك ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لا تستقبلوا السوق، ولا ينفق بعضكم لبعض". .

حدثنا روح بن الفرج ، قال: ثنا يوسف بن عدي ، قال: ثنا أبو الأحوص ، عن سماك ، عن عكرمة ، عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: لا تستقبلوا السوق". .


ش: هذان طريقان صحيحان:

الأول: عن ربيع بن سليمان ، عن أسد بن موسى ، عن أبي الأحوص سلام بن سليم الكوفي ، عن سماك بن حرب ، عن عكرمة مولى ابن عباس ، عن عبد الله بن عباس .

وأخرجه الترمذي : ثنا هناد، قال: ثنا أبو الأحوص ، عن سماك ، عن عكرمة ، عن ابن عباس، أن النبي -عليه السلام- قال: لا تستقبلوا السوق، ولا تحفلوا، ولا ينفق بعضكم لبعض"، وقال: حديث حسن صحيح.

[ ص: 367 ] وأخرجه أحمد في "مسنده" مطولا: ثنا أبو الأحوص ، عن سماك ، عن عكرمة ، عن ابن عباس، قال: "كان رسول الله -عليه السلام- إذا أراد أن يخرج إلى سفر، قال: اللهم أنت الصاحب في السفر، والخليفة في الأهل، اللهم إني أعوذ بك من الضبنة في السفر، والكآبة في المنقلب، اللهم اقبض لنا الأرض، وهون علينا السفر، فإذا أراد الرجوع قال: تائبون عابدون لربنا حامدون، فإذا دخل أهله قال: توبا لربنا أوبا لا يغادر علينا حوبا".

وقال رسول الله -عليه السلام-: "ليقرأن القرآن أقوام من أمتي يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم الرمية" .

وقال رسول الله -عليه السلام-: "لا تستقبلوا السوق ولا تحفلوا ولا ينفق بعضكم لبعض" .

الثاني: عن روح بن الفرج القطان المصري شيخ الطبراني ، عن يوسف بن عدي بن زريق الكوفي نزيل مصر وشيخ البخاري ، عن أبي الأحوص سلام ... إلى آخره.

وأخرجه البزار في "مسنده": ثنا عباد بن يعقوب، ثنا الوليد بن أبي ثور ، عن سماك ، عن عكرمة ، عن ابن عباس، أن النبي -عليه السلام- قال: "لا تناجشوا ولا تستقبلوا السوق".

قوله: "لا تستقبلوا السوق" معناه: لا تستقبلوا السلع فتتساوموا عليها قبل أن تصل إلى السوق وإنما نهى عن ذلك لأن فيه غشا لصاحب السلعة، لأن سلعته ربما كانت تساوي بأضعاف ما اشتراها من يتلقاها قبل وصولها إلى السوق، والسوق تظهر فيها قيم الأشياء.

[ ص: 368 ] قوله: "ولا ينفق" بتشديد الفاء، من التنفيق وهو من النفاق ضد الكساد، ويقال: نفقت السلعة فهي نافقة، وأنفقتها ونفقتها إذا جعلتها نافقة، والمعنى ها هنا: لا يقصد أن ينفق سلعته على جهة النجش، فإنه بزيادته فيها يرغب الناس، فيكون قوله سببا لابتياعها ومنفقا لها.

قوله: "ولا تحفلوا" من التحفيل وهو أن يترك اللبن في ضرع الشاة أو البقرة أو الناقة، ولا يحلب إياها حتى يراها المشتري ويحسبها غزيرة اللبن، وهي المصراة.

التالي السابق


الخدمات العلمية