صفحة جزء
246 247 ص: وقد جاءت الآثار متواترة بما يدل على ما قالوا، فمن ذلك: ما حدثنا ابن أبي داود وابن أبي عمران ، قالا: حدثنا عمرو بن محمد الناقد ، قال: نا عبيدة بن حميد ، عن الأعمش ، عن حبيب بن أبي ثابت ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: قال علي - رضي الله عنه -: "قد كنت رجلا مذاء، " فأمرت رجلا، فسأل النبي - عليه السلام - فقال: فيه الوضوء". .


[ ص: 423 ] ش: أي قد جاءت الآثار حال كونها متكاثرة متتابعة بما يدل على ما قال الآخرون، من أن قوله - عليه السلام -: "يغسل مذاكيره" ليس على إيجاب غسلها; ولكن ليتقلص المذي كما ذكرنا.

فمن ذلك ما رواه الطحاوي عن إبراهيم بن أبي داود البرلسي وأحمد بن أبي عمران موسى الفقيه البغدادي ، كلاهما عن عمرو بن محمد شيخ الشيخين وغيرهما، عن عبيدة -بفتح العين وكسر الباء الموحدة- بن حميد بن صهيب الضبي ، عن سليمان الأعمش ، عن حبيب بن أبي ثابت قيس بن دينار الكوفي ، وهذا إسناد صحيح.

وأخرجه مسلم : من حديث عبد الله بن وهب ، عن مخرمة بن بكير ، عن أبيه، عن سليمان بن يسار ، عن ابن عباس قال: قال علي - رضي الله عنه -: "أرسلت المقداد بن الأسود إلى رسول الله - عليه السلام - فسأله عن المذي يخرج من الإنسان، كيف يفعل به ؟! قال رسول الله - عليه السلام -: توضأ وانضح فرجك" .

قوله: "مذاء" فعال بالتشديد، وهو صيغة المبالغة في كثرة خروج المذي، وكان علي - رضي الله عنه - كثير المذي جدا.

حتى قال البيهقي في "سننه": من حديث ابن جريج ، عن عطاء : "أن عليا كان يدخل الفتيلة في إحليله من كثرة المذي" .

قوله: "فأمرت رجلا" قد فسره في رواية مسلم بأنه المقداد .

التالي السابق


الخدمات العلمية