صفحة جزء
5086 ص: واحتجوا في ذلك بما حدثنا سليمان بن شعيب ، قال: ثنا يحيى بن حسان ، قال: ثنا عيسى بن يونس ، عن صالح بن أبي الأخضر ، عن الزهري ، عن عروة بن الزبير ، عن أسامة بن زيد ، -رضي الله عنه- قال: قال لي رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "أغر على أبنى ذا صباح ثم حرق". .


ش: أي احتج هؤلاء الآخرون فيما ذهبوا إليه بحديث أسامة بن زيد؛ فإن النبي -عليه السلام- أمره أن يغير على أهل أبنى ولم يأمره بالدعوة؛ لأنها كانت قد بلغتهم.

وقال أحمد: كان النبي -عليه السلام-] يدعو إلى الإسلام قبل أن يحارب

[ ص: 145 ] حتى أظهر الله الدين وعلا الإسلام، ولا أعرف اليوم أحدا يدعى؛ قد بلغت الدعوة كل أحد، والروم قد بلغتهم الدعوة وعلموا ما يراد منهم، وإنما كانت الدعوة قبل الإسلام، وإن دعى فلا بأس به.

ثم رجال حديث أسامة ثقات، غير أن صالح بن أبي الأخضر اليمامي مولى هشام بن عبد الملك فيه مقال، فعن يحيى: ضعيف. وقال أبو حاتم: لين الحديث. وقال البخاري والنسائي: ضعيف.

وأخرجه أبو داود: عن هناد بن السري ، عن عبد الله بن المبارك ، عن صالح بن أبي الأخضر ، عن الزهري ، عن عروة ، عن أسامة بن زيد: "أن النبي -عليه السلام- كان عهد إليه فقال: أغر على أبنى صباحا وحرق".

وأخرجه ابن ماجه: عن محمد بن إسماعيل بن سمرة ، عن وكيع ، عن صالح بن أبي الأخضر ... إلى آخره نحوه.

قوله: "أغر" أمر من أغار يغير إغارة ومغارا.

و: "أبنى" بضم الهمزة وسكون الباء الموحدة مقصورة: اسم موضع من فلسطين بين عسقلان والرملة، ويقال لها: "يبني" بالياء.

قوله: "ذا صباح" أي في الصباح.

وفيه فائدتان:

إحداهما: أن الدعوة ليست بواجبة.

والأخرى: جواز تحريق دور الأعداء وعقارهم.

التالي السابق


الخدمات العلمية