صفحة جزء
5195 ص: حدثنا فهد ، قال: ثنا أبو نعيم ، قال: حدثنا أبو عميس ، عن ابن سلمة بن الأكوع ، عن أبيه، قال: " أتى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عين من المشركين وهو في سفر، فجلس فتحدث عند أصحابه ثم انسل، ، فقال النبي -عليه السلام-: اطلبوه فاقتلوه، فسبقتهم فقتلته وأخذت سلبه، فنفلني إياه". .


ش: إسناده صحيح.

وأبو نعيم الفضل بن دكين شيخ البخاري .

وأبو عميس عتبة بن عبد الله المسعودي الكوفي، روى له الجماعة.

وأخرجه البخاري في "الجهاد": عن أبي نعيم ، عن أبي عميس ... إلى آخره نحوه.

وأخرجه مسلم في "المغازي": عن زهير بن حرب ... إلى آخره نحو معناه.

قوله: "عين" أي: جاسوس، يقال: اعتان له: إذا أتاه بالخبر.

قوله: "ثم انسل" من الانسلال وهو أن يغافل الناس ويذهب.

وفي الحديث: جواز قتل جاسوس أهل الحرب، وجواز تنفيل الإمام سلب المقتول لقاتله.

واعلم أن الطحاوي قد أخرج أحاديث تنفيل السلب عن سبعة أنفس من الصحابة -رضي الله عنهم-، وهم: عبد الرحمن بن عوف وعبد الله بن عباس وخالد بن الوليد وعوف بن مالك الأشجعي وأبو قتادة الأنصاري وأنس بن مالك وسلمة بن الأكوع -رضي الله عنهم-.

[ ص: 257 ] ولما أخرج الترمذي حديث أبي قتادة قال: وفي الباب عن عوف بن مالك وخالد بن الوليد وأنس وسمرة بن جندب .

قلت: وفي الباب عن عبد الله بن عمر وجابر بن عبد الله الأنصاري ومحمد بن سهل بن أبي حثمة وخزيمة بن ثابت -رضي الله عنهم-.

أما حديث سمرة بن جندب: فأخرجه ابن أبي شيبة في "مصنفه": ثنا أبو معاوية ، عن أبي مالك الأشجعي ، عن نعيم بن أبي هند ، عن ابن سمرة بن جندب ، عن أبيه قال: قال رسول الله -عليه السلام-: "من قتل فله السلب".

وأما حديث عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما-: فأخرجه البيهقي: من حديث أبي خالد الأحمر ، عن يحيى بن سعيد ، عن سالم ، عن أبيه قال: "لقينا العدو مع رسول الله -عليه السلام- فطعنت رجلا فقتلته، فنفلني رسول الله -عليه السلام- سلبه".

قال البيهقي: هذا حديث غريب.

وأما حديث جابر بن عبد الله: فأخرجه البيهقي أيضا: من حديث الواقدي، حدثني سليمان بن بلال، حدثني عبد الله بن محمد بن عقيل ، عن جابر قال: "أصيبت بغزوة مؤتة ناس من المسلمين، وغنم المسلمون بعض أمتعة المشركين، فكان مما غنموا خاتما جاء به رجل إلى رسول الله -عليه السلام-، قال: قتلت صاحبه يومئذ، فنفله رسول الله -عليه السلام- إياه".

وأما حديث محمد بن سهل بن أبي حثمة: فأخرجه الواقدي: من حديث موسى بن عمر الحارثي ، عن أبي عفير محمد بن سهل بن أبي حثمة، قال: "لما حول رسول الله -عليه السلام- إلى الشق - يعني من خيبر - خرج رجل من اليهود فصاح: من يبارز؟ فبرز له أبو دجانة قد عصب رأسه بعصابة حمراء فوق المغفر يختال في مشيته، فضربه

[ ص: 258 ] فقطع رجليه ثم دفف عليه وأخذ سلبه درعه وسيفه، فجاء به إلى رسول الله -عليه السلام-، فنفله".


وأخرجه البيهقي من طريق الواقدي .

وقال الذهبي: هذا منقطع، والواقدي واه.

قلت: محمد بن سهل بن أبي حثمة ذكره بعض الحفاظ في الصحابة. قاله ابن الأثير .

وأما حديث خزيمة بن ثابت: فأخرجه الواقدي أيضا: حدثني بكير بن مسمار ، عن عمارة بن خزيمة بن ثابت ، عن أبيه، قال: "حضرت مؤتة، فبارزني رجل منهم يومئذ فأصبته وعليه بيضة فيها ياقوتة، فلم تكن همتي إلا الياقوتة فأخذتها، فلما رجعت إلى المدينة أتيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فنفلنيها فبعتها زمن عثمان -رضي الله عنه- بمائة دينار، فاشتريت بها حديقة".

التالي السابق


الخدمات العلمية