صفحة جزء
5210 ص: حدثنا ربيع المؤذن ، قال: ثنا أسد ، قال: ثنا حماد بن سلمة ، عن عطاء بن السائب ، عن أبيه ، عن علي -رضي الله عنه-: "أنه قال لفاطمة -رضي الله عنها- ذات يوم: قد جاء الله أباك بسعة ورقيق فأتيه فاستخدميه، فأتته فذكرت ذلك له، فقال: والله لا أعطيكما وأدع أهل الصفة تطوى بطونهم ولا أجد ما أنفق عليهم، ولكن أبيعها وأنفق عليهم، ألا أدلكما على خير مما سألتما؟ علمنيه جبريل -عليه السلام-: كبرا في دبر كل صلاة عشرا وسبحا عشرا واحمدا عشرا، وإذا أويتما إلى فراشكما..." ثم ذكر مثل ما في حديث سليمان. .


ش: هذا وجه آخر، وطريقه صحيح، ورجاله ثقات قد تكرر ذكرهم.

وأخرجه أحمد في "مسنده": ثنا عفان، ثنا حماد، أنا عطاء بن السائب ، عن أبيه، عن علي -رضي الله عنه-: "أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لما زوجه فاطمة بعث معه بخميلة ووسادة من أدم حشوها ليف ورحائين وسقاء وجرتين، فقال علي -رضي الله عنه- لفاطمة -رضي الله عنها- ذات يوم: والله لقد سنوت حتى اشتكيت صدري، قال: وقد جاء الله أباك بسبي، فاذهبي فاستخدميه، فقالت: والله قد طحنت حتى مجلت يداي، فأتت النبي -عليه السلام- فقال:

[ ص: 289 ] ما جاء بك أي بنية؟ فقالت: جئت لأسلم عليك، واستحيت أن تسأله ورجعت، فقال: ما فعلت؟ قالت: استحييت أن أسأله، فأتيناه جميعا، فقال علي -رضي الله عنه-: يا رسول الله، والله لقد سنوت حتى اشتكيت صدري، وقالت فاطمة -رضي الله عنها-: قد طحنت حتى مجلت يداي، وقد جاءك الله بسبي وسعة، فأخدمنا، فقال: والله لا أعطيكما وأدع أهل الصفة تطوى بطونهم لا أجد ما أنفق عليهم، ولكني أبيعهم وأنفق عليهم أثمانهم، فرجعا، فأتاهما النبي -عليه السلام- وقد دخلا في قطيفتهما إذا غطت رءوسها تكشفت أقدامهما، وإذا غطيا أقدامها تكشفت رؤوسهما، فثارا، فقال: مكانكما، ثم قال: ألا أخبركما بخير مما سألتماني؟ قالا: بلى، فقال: كلمات علمنيهن جبريل -عليه السلام-، فقال:
تسبحان في دبر كل صلاة عشرا وتحمدان عشرا وتكبران عشرا، وإذا أويتما إلى فراشكما فسبحا ثلاثا وثلاثين، واحمدا ثلاثا وثلاثين وكبرا أربعا وثلاثين، قال: فوالله ما تركتهن منذ علمنيهن رسول الله -عليه السلام-، قال: فقال له ابن الكواك: ولا ليلة صفين؟ فقال: قاتلكم الله يا أهل العراق، نعم ولا ليلة صفين".


قوله: "بسعة" السعة بفتحتين الجدة والطاقة، وأراد بها المال.

قوله: "تطوى بطونهم" يقال: طوي من الجوع يطوي طوى، فهو طاو: أي خالي البطن جائع لم يأكل، وطوى يطوي إذا تعمد ذلك.

قال الجوهري: الطوى الجوع، يقال: طوي - بالكسر - يطوي طوى فهو طاو ووطيان، وطوى - بالفتح - يطوي طيا إذا تعمد لذلك.

قوله: "لقد سنوت" أي استقيت، ومنه السانية، وهي الناقة التي يستقى عليها.

قوله: "حتى مجلت يداي" يقال: مجلت يده تمجل مجلا ومجلت تمجل مجلا إذا ثخن جلدها وتعجر وظهر منها ما يشبه البثر من العمل في الأشياء الصلبة الخشنة.

و: "القطيفة" كساء له خمل.

التالي السابق


الخدمات العلمية