صفحة جزء
6192 [ ص: 494 ] ص: قال أبو جعفر : - رحمه الله -: فذهب قوم إلى هذا الحديث فقالوا: لا تجزئ شاة ولا بدنة ولا بقرة إذا كان بها واحد من هذه العيوب الأربع في هدي ولا أضحية، فقالوا: وما كان سوى هذه الأربع مثل قطع الإلية والأذن وغير ذلك، فإن ذلك لا يمنع الشاة ولا البقرة ولا البدنة أن تهدى ولا أن يضحى بها.

واحتجوا في ذلك أيضا بما حدثنا إبراهيم بن محمد الصيرفي قال: ثنا أبو الوليد قال: ثنا أبو عوانة وشريك عن جابر عن محمد بن قرظة عن أبي سعيد الخدري قال: "اشتريت كبشا لأضحي به فعدا الذئب عليه؛ فقطع إليته، فسألت عن ذلك النبي -عليه السلام- فقال: ضح به".


ش: أراد بالقوم هؤلاء: سعيد بن المسيب وسعيد بن جبير والحسن البصري وإبراهيم النخعي والحكم بن عتيبة فإنهم قالوا: لا تجزئ شاة ولا بدنة... إلى آخره وهو مذهب أهل الظاهر أيضا.

وقال ابن حزم في "المحلى": ولا تجزئ في الأضحية العرجاء البين عرجها بلغت المنسك أو لم تبلغ مشت أو لم تمش ولا المريضة البين مرضها، والجرب مرض وإن كان كل ما ذكرنا لا يبين أجزأ ولا تجزئ العجفاء التي لا تنقي، ولا تجزئ التي في أذنها شيء من النقص أو القطع أو الثقب النافذ ولا التي في عينها شيء من العيب ولا البتراء في ذنبها، ثم كل عيب سوى ما ذكرنا فإنها تجزي به الأضحية كالخصي وكسر القرن دمي أو لم يدم، والهتماء والمقطوعة الإلية، وغير ذلك لا يحاش شيئا غير ما ذكرنا.

قوله: "واحتجوا في ذلك أيضا" أي احتج هؤلاء القوم أيضا فيما ذهبوا إليه بحديث أبي سعيد الخدري .

أخرجه عن إبراهيم بن محمد الصيرفي عن أبي الوليد هشام بن عبد الملك الطيالسي عن أبي عوانة الوضاح اليشكري وشريك بن عبد الله كلاهما عن جابر [ ص: 495 ] الجعفي عن محمد بن قرظة بن كعب الأنصاري عن أبي سعيد سعد بن مالك الخدري .

وأخرجه أحمد في "مسنده" ثنا حجاج بن محمد ، عن شعبة ، عن جابر قال: سمعت محمد بن قرظة يحدث عن أبي سعيد الخدري: "أنه اشترى كبشا ليضحي به فأكل الذئب من ذنبه - أو ذنبه - فأتيت النبي -عليه السلام- فقال: ضح به".

وأخرجه أحمد أيضا من طريق آخر: ثنا سريج وعفان قالا: ثنا حماد - قال عفان: أنا الحجاج - عن عطية بن سعد عن أبي سعيد الخدري أنه قال: "فسألت النبي -عليه السلام- أو سأله رجل - فقال: يا رسول الله إن الذئب قطع ذنب شاه لي فأضحي بها؟ قال: نعم. قال عفان: عن ذنب شاة له، فقطعها الذئب فقال: أضحي بها؟ قال: نعم".

قال ابن حزم : هذان أثران رديئان؛ لأن في الأول جابرا وهو كذاب وفي الآخر حجاج بن أرطاة وهو ساقط.

التالي السابق


الخدمات العلمية