صفحة جزء
6645 ص: حدثنا فهد ، قال: ثنا عبد الله بن صالح ، قال: حدثني الليث بن سعد ، عن ابن أبي مليكة ، عن المسور بن مخرمة: " أن رسول الله -عليه السلام- قدمت عليه أقبية، فبلغ ذلك أباه مخرمة ، فقال: يا بني، إنه قد بلغني أن رسول الله -عليه السلام- قدمت عليه أقبية فهو يقسمها، فاذهب بنا إليه، قال: فذهبنا فوجدنا رسول الله -عليه السلام- في منزله، فقال لي أبي: يا بني، ادع لي رسول الله -عليه السلام- فقال المسور: : فأعظمت ذلك، وقلت: أدعو لك رسول الله؟! قال: يا بني إنه ليس بجبار، فدعوت رسول الله -عليه السلام-، فخرج وعليه قباء من ديباج مزرر بذهب، فقال: يا مخرمة، ، هذا خبأته لك، فأعطاه إياه". .


ش: إسناد صحيح، وابن أبي مليكة هو عبد الله بن عبد الله بن أبي مليكة، واسمه زهير بن عبد الله أبو بكر القاضي المكي الأحول، كان قاضيا لعبد الله بن الزبير - رضي الله عنهما - ومؤذنا له، روى له الجماعة.

والمسور بن مخرمة بن نوفل له ولأبيه صحبة.

وأخرجه البخاري: ثنا قتيبة بن سعيد، قال: ثنا الليث بن سعد ، عن ابن أبي مليكة ، عن المسور بن مخرمة أنه قال: "قسم رسول الله -عليه السلام- أقبية، ولم يعط مخرمة شيئا، فقال مخرمة: يا بني انطلق بنا إلى رسول الله -عليه السلام- فانطلقت معه فقال: ادخل فادعه لي، قال: فدعوته له، فخرج إليه وعليه قباء منها، فقال: خبأت هذا لك، قال: فنظر إليه فقال: رضي مخرمة".

[ ص: 256 ] وأخرجه مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي كلهم عن قتيبة ... . إلى آخره نحوه.

وأخرجه البخاري أيضا: عن الليث بن سعد معلقا نحو رواية الطحاوي سواء.

قوله: "أقبية" جمع قباء.

قال الجوهري: القباء الذي يلبس، والجمع أقبية، وتقبيت إذا لبسته، والقبو: الضم. والديباج فارسي معرب، ويجمع على ديابيج، وإن شئت دياييج -بالياء- على أن يجعل أصله مشددا كما في الدنانير وكذلك في التصغير.

وقال ابن الأثير: الديباج هو الثياب المتخذة من الإبريسم فارسي معرب، وقد تفتح داله، ويجمع على ديابيج ودياييج -بالباء والياء- لأن أصله دباج.

قوله: "مزررة" من زررت القميص، أزره -بالضم- زرا إذا شددت أزراره، يقال: ازرر عليك قميصك وزره، وزره، وزره، وأزررت القميص إذا جعلت له أزرارا.

ويستفاد منه: جواز لبس الحرير للرجال كما ذهب إليه طائفة.

ومداراة الناس، وذلك لأن قوله -عليه السلام-: "هذا خبأته لك" من جنس مداراته مع الناس، ولاسيما مع من هو مشهور بالشدة والفظاظة، وكان مخرمة من مشايخ العرب، وكانت فيه فظاظة، وكان -عليه السلام- يتقي فحشه.

والدلالة على حسن التواضع وشرف صاحبه، ألا ترى كيف قال مخرمة: يا بني إنه ليس بجبار؟.

التالي السابق


الخدمات العلمية