صفحة جزء
6901 6902 ص: حدثنا محمد بن خزيمة ، قال: ثنا حجاج، قال: ثنا حماد بن سلمة ، وحماد بن زيد ، ويزيد بن زريع ، عن حنظلة السدوسي ، قال: حدثنا أنس بن مالك - رضي الله عنه - أنهم قالوا: "يا رسول الله أينحني بعضنا لبعض إذا التقينا؟ قال: لا، قالوا: أفيعانق بعضنا بعضا؟ قال: لا، قالوا: أفيصافح بعضنا لبعض؟ قال: تصافحوا". .

حدثنا أبو أمية، قال: ثنا سليمان بن حرب، قال: ثنا أبو هلال ، عن حنظلة ، عن أنس قال: "قلنا: يا رسول الله. . . ." ثم ذكر مثله.


ش: هذان طريقان:

الأول: رجاله كلهم ثقات، غير أن حنظلة بن عبد الله -ويقال: عبيد الله - السدوسي البصري، فيه مقال؛ فعن أحمد : ضعيف الحديث، وعنه: منكر الحديث. ووثقه ابن حبان ، وروى له الترمذي وحسن حديثه: ثنا سويد، قال: أنا عبد الله ، قال: أنا حنظلة بن عبيد الله ، عن أنس بن مالك قال: "قال رجل: يا رسول الله، الرجل منا يلقى أخاه أو صديقه أفينحني له؟ قال: لا، قال: أفيلتزمه ويقبله؟ قال: لا، قال: أفيأخذه بيده ويصافحه؟ قال: نعم" قال أبو عيسى : هذا حديث حسن.

الثاني: عن أبي أمية محمد بن إبراهيم بن مسلم الطرسوسي ، عن سليمان بن حرب الواشحي البصري، شيخ البخاري وأبي داود ، عن أبي هلال الراسبي محمد بن سليم ، عن يحيى بن معين : ليس به بأس، وعنه: صدوق، روى له الأربعة والبخاري مستشهدا.

[ ص: 447 ] وأخرجه ابن ماجه : عن علي بن محمد ، عن وكيع ، عن جرير بن حازم ، عن حنظلة نحوه.

قوله: "أينحني" الهمزة فيه للاستفهام، وكذلك في قوله: "أفيعانق" و"أفيصافح" وليس في أكثر النسخ همزة في "فيعانق" و"فيصافح".

قوله: "تصافحوا" أمر من تصافح يتصافح تصافحا، وهو إلصاق صفح الكف بالكف، وإقبال الوجه على الوجه، وكذلك المصافحة.

ويفهم منه ثلاثة أحكام:

* عدم جواز انحناء الناس بعضهم لبعض عند التلاقي؛ وذلك لأنه من صنيع الأعاجم.

* وعدم جواز المعانقة كما ذهبت إليه طائفة.

* وجواز المصافحة؛ لأن فيها تطييب القلوب.

التالي السابق


الخدمات العلمية