صفحة جزء
281 282 ص: وقد روي عن عائشة أيضا ما يوافق ذلك: حدثنا ابن أبي داود، قال: ثنا المقدمي، قال: ثنا خالد بن الحارث ، عن أشعث ، عن محمد ، بن سيرين ، عن عبد الله بن شقيق ، عن عائشة، قالت: " كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يصلي في لحف نسائه". .


ش: أي ما يوافق حديث أم حبيبة ; لأن امتناعه عن الصلاة في لحف نسائه كان مخافة أن يكون أصابها شيء من دم الحيض أو المني، فهذا يدل أيضا أنه -عليه السلام- كان يجانب الثوب الذي يجامع فيه; لاحتمال أن يكون قد أصابه شيء من المني، وذا دليل [ ص: 453 ] النجاسة، وإسناد الحديث المذكور صحيح، والمقدمي هو محمد بن أبي بكر بن عطاء بن مقدم -بفتح الدال-.

وأشعث هو ابن عبد الملك الحمراني

وأخرجه أبو داود : ثنا عبيد الله بن معاذ ، قال: ثنا أبي، قال: ثنا الأشعث ، عن محمد بن سيرين ، عن [ عبد الله] بن شقيق ، عن عائشة ، قالت: "كان النبي - عليه السلام - لا يصلي في شعرنا- أو لحفنا" قال عبيد الله : شك أبي.

وفي رواية لأبي داود "كان لا يصلي في ملاحفنا" .

وأخرجه الترمذي : نا محمد بن [عبد] الأعلى ، قال: ثنا خالد بن الحارث ، عن أشعث -وهو ابن عبد الملك - عن محمد بن سيرين ، عن عبد الله بن شقيق ، عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: "كان رسول الله - عليه السلام - لا يصلي في لحف نسائه" قال: هذا حديث حسن صحيح.

قوله: "في لحف" بضم اللام والحاء، جمع لحاف، وهو اسم لما يلتحف به، وكل شيء تغطيت به فقد التحفت به.

و"الشعر" بضمتين: جمع شعار، مثل كتب وكتاب، وهو الثوب الذي يستشعره الإنسان، أي يجعله مما يلي بدنه.

"والدثار" ما نلبسه فوق الشعار.

و"الملاحف" جمع ملحفة -بكسر الميم- وهي ما يلتحف به.

التالي السابق


الخدمات العلمية