صفحة جزء
6913 ص: حدثنا يونس، قال: ثنا ابن وهب، قال: أخبرني عمرو بن الحارث ، عن بكير ، عن كريب مولى ابن عباس ، عن ابن عباس: " أن رسول الله -عليه السلام- حين دخل البيت وجد فيه صورة إبراهيم ، -عليه السلام- وفي يده الأزلام، وصورة مريم، ، فقال: أما هم فقد سمعوا أن الملائكة لا [تدخل] بيتا فيه صورة وهذا صورة إبراهيم، ، فما باله يستقسم وقد علموا أنه كان لا يستقسم". .


ش: إسناده صحيح، ورجاله كلهم رجال الصحيح.

وبكير هو ابن عبد الله بن الأشج المدني نزيل مصر .

وأخرجه النسائي : عن وهب بن بيان ، عن عبد الله بن وهب . . . . إلى آخره نحوه.

قوله: "وفي يده الأزلام" جمع "زلم" بفتح الزاي وضمها، والأزلام هي القداح [ ص: 455 ] التي كانت في الجاهلية عليها مكتوب الأمر والنهي، افعل ولا تفعل، كان الرجل منهم يضعها في وعاء له فإذا أراد سفرا أو زواجا أو أمرا مهما أدخل يده فأخرج منها زلما، فإن خرج الأمر مضى لشأنه، وإن خرج النهي كف عنه ولم يفعله.

قوله: "يستقسم" من الاستسقام وهو طلب القسم الذي قسم له وقدر مما لم يقسم ولم يقدر، وهو استفعال منه، وكانوا إذا رأى أحدهم سفرا أو تزويجا أو نحو ذلك من المهام ضرب بالأزلام وهي الأقداح، وكان على بعضها مكتوب: أمرني ربي، وعلى الآخر: نهاني ربي، وعلى الآخر: غفل، فإن خرج أمرني ربي مضى لشأنه، وإن خرج نهاني ربي أمسك، وإن خرج الغفل عاد إدخالها وضرب بها أخرى إلى أن يخرج الأمر أو النهي.

التالي السابق


الخدمات العلمية