صفحة جزء
6948 ص: قال أبو جعفر -رحمه الله-: سمعت أبا جعفر بن أبي عمران يكره أن يقول الرجل: أستغفر الله وأتوب إليه، ولكنه يقول: أستغفر الله وأسأله التوبة، وقال: رأيت أصحابنا يكرهون ذلك يقولون: التوبة من الذنب هي تركه وترك العود عليه. وذلك غير موهوم من أحد، فإذا قال: أتوب إليه، فقد وعد الله أن لا يعود إلى ذلك الذنب، فإذا عاد إليه بعد ذلك كان كمن وعد الله ثم أخلفه، ولكن أحسن ذلك أن يقول: أسأل الله التوبة، أي أسأل الله أن ينزعني عن هذا الذنب ولا يعيدني إليه أبدا.

وقد روي في ذلك أيضا عن الربيع بن خثيم :

حدثني موسى بن المبارك ، قال: ثنا أحمد بن محمد بن يحيى بن سعيد القطان ، قال: ثنا حسين بن علي الجعفي ، عن زائدة ، عن ليث ، عن منذر الثوري ، عن الربيع بن خثيم ، قال: "لا يقل أحدكم: أستغفر الله وأتوب إليه، ثم يعود فتكون كذبة وتكون ذنبا ، ولكن ليقل: اللهم اغفر لي وتب علي" .


ش: اختلف العلماء في قول الرجل: أستغفر الله وأتوب إليه هل ينبغي أن يقال هكذا أم يكره ذلك؟ فحكى الطحاوي عن شيخه أبي جعفر أحمد بن أبي عمران موسى الفقيه البغدادي الإمام الكبير الحجة ، عن أصحابه الحنفية أنهم يكرهون ذلك ويقولون: التوبة من الذنب هي تركه قال: وقد روي في ذلك أيضا. أي فيما قلنا من كراهة القول المذكور عن الربيع بن خثيم بن عائذ الثوري الكوفي ، أحد التابعين الكبار الثقات .

[ ص: 482 ] أخرجه عن موسى بن المبارك شيخ أبي حاتم الرازي ، عن أحمد بن محمد بن يحيى بن سعيد القطان البصري نزيل بغداد وشيخ ابن ماجه ، عن حسين بن علي بن الوليد الجعفي الكوفي المقرئ ، عن زائدة بن قدامة ، عن ليث بن أبي سليم الكوفي ، عن منذر بن يعلى الثوري ، عن الربيع بن خثيم .

التالي السابق


الخدمات العلمية