صفحة جزء
6976 ص: وأما ما ذكرناه عن عمر وابن عمر - رضي الله عنهما - عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " إن الميت يعذب ببكاء أهله عليه" فقد ذكرنا عن عائشة - رضي الله عنها - إنكار ذلك، وأن رسول الله -عليه السلام- إنما قال: "إن الله -عز وجل- ليزيد الكافر عذابا في قبره ببعض بكاء أهله عليه" وقد يجوز أن يكون ذلك البكاء -الذي يعذب به ذلك الكافر في قبره يراد به عذابا على عذابه- بكاء قد كان أوصى به في حياته، فإن أهل الجاهلية قد كانوا يوصون بذلك أهليهم أن يفعلوه بعد وفاتهم، فيكون الله -عز وجل- يعذبه في قبره بسبب قد كان سببه في حياته فعل بعد موته.


[ ص: 514 ] ش: هذا جواب عن حديث عبد الله بن عمر الذي احتج به أهل المقالة الأولى، وحاصله من وجهين:

أحدهما: أن عائشة - رضي الله عنها -، أنكرت ذلك، استدلالا بقوله تعالى: ولا تزر وازرة وزر أخرى ونسبت ذلك إلى الوهم عن ابن عمر .

الثاني: أن ذلك محمول على ما إذا كان الميت قد كان أوصى به في حياته، وقد بسطنا الكلام في هذا الباب مستقصى، فليراجع إليه.

التالي السابق


الخدمات العلمية