صفحة جزء
6980 6981 6982 ص: حدثنا محمد بن إسماعيل الصائغ ، قال : ثنا مسلم بن إبراهيم ، قال : ثنا شعبة ، عن قتادة ، عن يونس بن جبير ، عن محمد بن سعد ، عن أبيه قال : قال رسول الله -عليه السلام - : " لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحا حتى يريه ، خير له من أن يمتلئ شعرا " .

حدثنا ابن مرزوق ، قال : ثنا أبو عامر ، عن شعبة . ... ، فذكر بإسناد مثله ، غير أنه لم يقل : "حتى يريه " . .


ش: هذان طريقان صحيحان ، ورجالهما رجال الصحيح ما خلا شيخي الطحاوي :

الأول : عن محمد بن إسماعيل الصائغ شيخ أبي داود ، وعبد الرحمن بن أبي حاتم وقال : صدوق .

ومحمد بن سعد بن أبي وقاص يروي عن أبيه سعد بن أبي وقاص -أحد العشرة المبشرة - رضي الله عنهم - .

وأخرجه مسلم : ثنا محمد بن مثنى ومحمد بن بشار ، قالا : ثنا محمد بن جعفر قال : ثنا شعبة ، عن قتادة ، عن يونس بن جبير ، عن محمد بن سعد ، عن سعد ، عن النبي -عليه السلام - قال : "لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحا يريه ، خير من أن يمتلئ شعرا " .

[ ص: 7 ] وأخرجه ابن ماجه : عن محمد بن بشار ، عن يحيى بن سعيد ومحمد بن جعفر ، عن شعبة . . . . إلى آخره نحوه .

الثاني : عن إبراهيم بن مرزوق ، عن أبي عامر عبد الملك بن عمرو العقدي ، عن شعبة . . . . إلى آخره .

وأخرجه الترمذي : عن محمد بن بشار ، عن يحيى بن سعيد ، عن شعبة . . . . إلى آخره نحوه . وقال : حديث حسن صحيح .

قوله : "قيحا " نصب على التمييز ، وهو الصديد الذي يسيل من الدمل والجرح .

قوله : "حتى يريه " من الوري وهو الداء ، يقال : وري يوري فهو موري إذا أصاب جوفه الداء .

قال الأزهري : الوري مثال : الرمي : داء يدخل الجوف ، يقال : رجل موري . غير مهموز .

وقال الفراء : هو الوري بفتح الراء ، وقال ثعلب : هو بالسكون المصدر ، وبالفتح الاسم .

وقال الجوهري : ورى القيح جوفه ، يريه وريا : أكله .

وقال قوم : معناه حتى يصيب رئته ، وأنكره غيرهم ; لأن الرئة مهموزة وإذا بنيت منه فعلا قلت : رآه يرأه فهو مرئ .

وقال الأزهري : إن الرئة أصلها من ورى وهي محذوفة منه ، تقول : رويت الرجل فهو موري إذا أصبت رئته ، والمشهور في الرئة الهمز .

التالي السابق


الخدمات العلمية