صفحة جزء
6986 ص: حدثنا ابن أبي داود ، قال : ثنا عبد الله بن صالح ، قال : ثنا ابن لهيعة ، عن يزيد بن أبي حبيب ، عن عبد الرحمن بن شماسة ، عن عوف بن مالك ، قال : سمعت رسول الله -عليه السلام - يقول : " لأن يمتلئ جوف أحدكم من عانته إلى رهابته قيحا ، يتمخض مثل السقاء ; خير له من أن يمتلئ شعرا " .


ش: رجاله ثقات ، غير أن عبد الله بن لهيعة فيه مقال .

وأخرجه الطبراني : ثنا يحيى بن عثمان بن صالح ، ثنا عبد الله بن صالح ، حدثني ابن لهيعة . . . . إلى آخره نحوه سندا ومتنا .

قوله : "إلى رهابته " قال ابن الأثير : الرهابة -بالفتح - غضروف كاللسان معلق في أسفل الصدر مشرف على البطن ، قال الخطابي : ويروى بالنون وهو غلط .

وقال الجوهري : الرهابة مثل السحابة : عظم في الصدر مشرف على البطن ، مثل اللسان .

قوله : "يتمخض " بالخاء والضاد المعجمتين ، من المخض : وهو تحريك السقاء الذي فيه اللبن لتخرج زبده .

و"السقاء " بكسر السين : الدلو .

[ ص: 10 ] وهذا -كما قد رأيت - أخرج الطحاوي أحاديث هذا الباب عن خمسة أنفس من الصحابة وهم : عمر بن الخطاب ، وسعد بن أبي وقاص ، وعبد الله بن عمر ، وأبو هريرة ، وعوف بن مالك ، - رضي الله عنهم - .

ولما أخرج الترمذي حديث سعد بن أبي وقاص قال : وفي الباب عن أبي سعيد وأبي الدرداء .

قلت : وفي الباب عن عائشة أيضا .

أما حديث أبي سعيد الخدري فأخرجه مسلم : حدثني قتيبة بن سعيد الثقفي ، قال : ثنا ليث ، عن ابن الهاد ، عن يحنس مولى مصعب بن الزبير ، عن أبي سعيد الخدري قال : "بينا نحن نسير مع رسول الله -عليه السلام - بالعرج ، إذ عرض علينا شاعر ينشد ، فقال رسول الله -عليه السلام - : خذوا الشيطان -أو أمسكوا الشيطان - لأن يمتلئ جوف رجل قيحا ; خير له من أن يمتلئ شعرا " .

وأما حديث أبي الدرداء فأخرجه الطبراني : ثنا أبو الزنباع ويحيى بن أيوب ، قالا : ثنا يوسف بن عدي ، ثنا بشر بن عمارة ، عن الأحوص بن حكيم ، عن خالد بن معدان ، عن أبي الدرداء قال : قال رسول الله -عليه السلام - : "لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحا خير له من أن يمتلئ شعرا " .

وأما حديث عائشة فأخرجه البيهقي في "سننه " من حديث الأسود بن شيبان ، عن أبي نوفل بن أبي عقرب ، قيل لعائشة : "أكان ينشد عند رسول الله -عليه السلام - الشعر ؟ فقالت : كان أبغض الحديث إليه " قال الذهبي : قيل : فيه انقطاع .

التالي السابق


الخدمات العلمية