صفحة جزء
6992 ص: حدثنا ابن مرزوق ، قال : ثنا أبو الوليد ، قال : ثنا شريك ، عن المقدام بن شريح ، عن أبيه ، قال : "قلت لعائشة - رضي الله عنها - : أكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يتمثل بشيء من الشعر ؟ فقالت : نعم ، من شعر ابن رواحة ، ، وربما قال هذا البيت :

ويأتيك بالأخبار من لم تزود " .




ش: إسناده صحيح .

وأبو الوليد هشام بن عبد الملك الطيالسي شيخ البخاري .

وأخرجه الترمذي : ثنا علي بن حجر ، قال : ثنا شريك ، عن المقدام بن شريح ، عن أبيه ، عن عائشة قال : قيل لها : "هل كان النبي -عليه السلام - يتمثل بشيء من الشعر ؟ قالت : كان يتمثل بشعر ابن رواحة ، ويتمثل ويقول :

ويأتيك بالأخبار من لم تزود

" . قال أبو عيسى : هذا حديث حسن صحيح .

[ ص: 20 ] وأخرج ابن أبي شيبة نحوه عن ابن عباس : ثنا أبو أسامة ، عن زائدة ، عن سماك ، عن عكرمة ، عن ابن عباس قال : "كان رسول الله -عليه السلام - يتمثل من الأشعار :

ويأتيك بالأخبار من لم تزود

" .

وكلام الترمذي يشعر أن هذا البيت لابن رواحة ، وإنما البيت لطرفة [بن العبد] وقد صرح بذلك ابن أبي شيبة في "مصنفه " وقال : ثنا محمد بن الحسن ، قال : ثنا أبو عوانة ، عن إبراهيم بن معاذ ، عن عامر ، عن عائشة - رضي الله عنها - قالت : "كان رسول الله -عليه السلام - إذا استراب الخبر ، يتمثل ببيت طرفة :

ويأتيك بالأخبار من لم تزود

" .

وتمام البيت :

. . . . . . . .

وهو من قصيدة طويلة وأولها هو قوله : . . . . . . . .

وابن رواحة : هو عبد الله بن رواحة بن ثعلبة بن امرئ القيس بن عمرو بن امرئ القيس الأكبر بن مالك بن ثعلبة بن كعب بن الخزرج الأنصاري الخزرجي ، من بني الحارث ، يكنى أبا محمد ، ويقال : أبا رواحة ، ويقال : أبا عمرو ، وكان نقيب بني الحارث بن الخزرج ، شهد بدرا وأحدا والخندق والحديبية وخيبر وعمرة القضاء والمشاهد كلها مع رسول الله -عليه السلام - إلا الفتح وما بعده ، وهو

[ ص: 21 ] أحد الأمراء في غزوة مؤتة ، وهو خال النعمان بن بشير ، وكان من الشعراء الذين يناضلون عن رسول الله -عليه السلام - ، ومن شعره في النبي -عليه السلام - :


إني تفرست فيك الخير أعرفه . . .     والله يعلم أن ما خانني البصر


أنت النبي ومن يحرم شفاعته . . .     يوم الحساب فقد أزرى به القدر


فثبت الله ما آتاك من [حسن . . .     تثبيت لموسى] نصرا كالذي نصروا



فقال النبي -عليه السلام - : "وأنت فثبتك الله يا ابن رواحة " قال هشام بن عروة : فثبته الله أحسن ثبات ، فقتل شهيدا ، وفتحت له أبواب الجنة فدخلها شهيدا ، وكان قتله في غزوة مؤتة سنة ثمان من الهجرة ، قال الواقدي : في جمادى الأولى منها ، وقال عروة بن الزبير : لما ودع المسلمون عبد الله بن رواحة في خروجه إلى مؤتة ، ودعوا له ولمن معه من المسلمين أن يردهم الله سالمين ، فقال ابن رواحة :


لكنني أسأل الرحمن مغفرة . . .     وطعنة ذات فرغ تقذف الزبدا


أو طعنة بيدي حران مجهزة . . .     بحربة تنفذ الأحشاء والكبدا


حتى يقولوا إذا مروا على جدثي . . .     يا أرشد الله من غاز وقد رشدا



التالي السابق


الخدمات العلمية