صفحة جزء
6994 ص: حدثنا سليمان بن شعيب ، قال : ثنا يحيى بن حسان ، قال : ثنا إبراهيم بن سليمان التيمي ، عن مجالد بن سعيد ، عن الشعبي قال : " كنا جلوسا بفناء الكعبة ، -أحسبه قال : مع ناس من أصحاب رسول الله -عليه السلام - ، فكانوا يتناشدون الأشعار ، فوقف بنا عبد الله بن الزبير ، - رضي الله عنهما - ، فقال : في حرم الله وحول كعبة الله تتناشدون الأشعار ؟ ! فقال رجل منهم : يا ابن الزبير ، ، إن رسول الله -عليه السلام - إنما نهى عن الشعر إذا أبنت فيه النساء ، وتزدرى فيه الأموات " .

فقد يجوز أن يكون الشعر الذي قال فيه رسول الله -عليه السلام - ما ذكرنا في أول هذا الباب ، من الشعر الذي نهى عنه في هذا الحديث .


ش: يحيى بن حسان التنيسي شيخ الشافعي ، روى له الجماعة سوى ابن ماجه .

وإبراهيم بن سليمان بن رزين التيمي أبو إسماعيل المؤدب ، قال أحمد ويحيى بن معين : لا بأس به .

ومجالد بن سعيد الهمداني ، ضعفه يحيى وغيره ، وعن النسائي : ثقة .

والشعبي هو عامر بن شراحيل .

[ ص: 23 ] وأخرجه البيهقي في "سننه " : أنا ابن بشران ، أنا ابن السماك ، ثنا حنبل ، ثنا إبراهيم بن نصر ، ثنا أبو إسماعيل ، عن مجالد ، عن الشعبي قال : "كنا نتناشد الأشعار عند الكعبة ، فأقبل ابن الزبير إلينا ، فقال : أفي حرم الله وعند كعبة الله ؟ ! فأقبل رجل من الأنصار كان معنا من أصحاب النبي -عليه السلام - فقال : يا ابن الزبير إنه ليس بك بأس إن لم تفسد نفسك ، إن نبي الله -عليه السلام - إنما نهى عن الشعر إذا أبنت فيه النساء ، وتذر فيه الأموال " .

قوله : "كنا جلوسا " أي جالسين .

قوله : "يتناشدون " من النشيد ، وهو الشعر المتناشد بين القوم .

قوله : "إذا أبنت فيه النساء " من أبنه يأبنه إذا رماه بخلة سوء ، فهو مأبون .

قوله : "تزدرى فيه الأموات " أي تنتقص وتعاب فيه الأموات والازدراء : الاحتقار والانتقاص .

وفي رواية البيهقي : "تذر فيه الأموال " أي تفرق فيه الأموال .

التالي السابق


الخدمات العلمية