صفحة جزء
7018 ص: حدثنا أبو بشر الرقي ; قال : ثنا الفريابي ، عن سفيان ، عن عبد الله بن عبد الرحمن بن يعلى ، عن عمرو بن الشريد ، عن أبيه قال : "استنشدني النبي -عليه السلام - شعر أمية بن أبي الصلت فأنشدته ، فكلما أنشدت بيتا قال : هيه حتى أنشدته مائة قافية ، قال : كاد ابن الصلت يسلم " .


ش: أبو بشر : عبد الملك بن مروان الرقي .

والفريابي : هو محمد بن يوسف شيخ البخاري .

وسفيان هو الثوري .

وعبد الله بن عبد الرحمن بن يعلى بن كعب الطائفي أبو يعلى ، قال أبو حاتم : ليس بالقوي في الحديث . وقال ابن معين : صالح . روى له النسائي ، ومسلم في المتابعات .

وعمرو بن الشريد روى له الجماعة .

وأبوه : شريد بن سويد الثقفي الصحابي .

وأخرجه مسلم : حدثني زهير بن حرب ، قال : حدثني عبد الرحمن بن مهدي ، عن عبد الله بن عبد الرحمن الطائفي ، عن عمرو بن الشريد ، عن أبيه . . . . إلى آخره نحوه .

قوله : "هيه " يعني إيه ، فأبدل من الهمزة هاء ، وإيه اسم سمي به الفعل ، ومعناه الأمر ، يقول للرجل : إيه بغير تنوين إذا استزدته من الحديث المعهود بينكما ، فإن

[ ص: 40 ] نونت استزدته من حديث ما غير معهود ; لأن التنوين للتكثير ، فإذا أسكته وكففته قلت : إيها بالنصب .

قوله : "مائة قافية " أي مائة بيت مقفى .

قوله : "كاد ابن أبي الصلت يسلم" أي قرب إسلامه بهذه الأبيات ، وقد علم أن "كاد " من أفعال المقاربة ، وخبره في الغالب يكون فعلا مضارعا مجردا من "أن " كما في قوله تعالى : وما كادوا يفعلون و لا يكادون يفقهون و كاد يزيغ قلوب فريق منهم وخبره ها هنا قوله : يسلم ، وقد يجيء بـ "أن " نثرا ونظما ، فمن النثر : قول عمر - رضي الله عنه - : "ما كدت أن أصلي العصر حتى كادت الشمس أن تغرب " وقول أنس بن مالك : "فما كدنا أن نصل إلى مباركنا " ، وقول جبير بن مطعم : "كاد قلبي أن يطير " ، ومن النظم قول الشاعر :


فما اجتمع الهلباخ في بطن حرة . . . مع التمر إلا كاد أن يتكلما



الهلباخ : اللبن الخاثر .

التالي السابق


الخدمات العلمية