صفحة جزء
7019 7020 ص: وقد ذهب قوم في تأويل هذه الآثار التي ذكرناها عن رسول الله -عليه السلام - في أول هذا الباب إلى خلاف التأويل الذي وصفنا ، فقالوا : لو كان أريد بذلك ما هجي به رسول الله -عليه السلام - من الشعر لم يكن لذكر الامتلاء معنى ; لأن قليل ذلك وكثيره كفر ، ولكن ذكر الامتلاء يدل على معنى في الامتلاء ليس فيما دونه ، قالوا : فهو عندنا على الشعر الذي يملأ الجوف فلا يكون فيه قرآن ولا تسبيح ولا غيره ، فأما من كان في جوفه القرآن والشعر مع ذلك فليس ممن امتلأ جوفه شعرا ; فهو خارج من قول رسول الله -عليه السلام - : "لأن يمتلئ جوف أحدكم قيحا ; خير من أن يمتلئ شعرا " .

حدثنا ابن أبي عمران ، قال : سمعت عبيد الله بن محمد بن عائشة يفسر هذا الحديث على هذا التفسير .

[ ص: 45 ] وسمعت ابن أبي عمران أيضا وعلي بن عبد العزيز ، ، يذكران ذلك عن أبي عبيد أيضا .


ش: أراد بالقوم هؤلاء : عبيد الله بن محمد البصري شيخ أبي داود وغيره ، وأبا عبيد القاسم بن سلام ومن تبعهما في هذه المقالة ; وباقي الكلام ظاهر .

وابن أبي عمران أحمد بن موسى الفقيه البغدادي ، أحد الأئمة الحنفية .

وعلي بن عبد العزيز البغدادي الحافظ صاحب "المسند " والتصانيف .

وأبو عبيد هو القاسم بن سلام صاحب التصانيف أيضا . والله أعلم .

التالي السابق


الخدمات العلمية