صفحة جزء
[ ص: 69 ] 7042 7043 7044 7045 7046 ص: حدثنا يونس ، قال : أنا ابن وهب ، قال : أخبرني يونس ، عن ابن شهاب ، عن عامر بن سعد بن أبي وقاص ، عن أسامة بن زيد ، عن رسول الله -عليه السلام - أنه قال : " إن هذا الوجع -أو السقم - رجز عذب به بعض كفرة الأمم قبلكم ثم بقي في الأرض ، فيذهب المرة ويأتي الأخرى ، فمن سمع به في أرض فلا يقدمن عليه ، ومن وقع بأرض وهو بها فلا يخرجنه الفرار منه " .

حدثنا ابن مرزوق ، قال : ثنا وهب ، قال : ثنا شعبة ، عن حبيب بن أبي ثابت ، عن إبراهيم بن سعد ، قال : سمعت أسامة بن زيد يحدث سعدا ، عن النبي -عليه السلام - قال : " إن هذا الطاعون رجز -أو عذاب - عذب به قوم ; فإذا كان بأرض فلا تهبطوا عليه ، وإن وقع وأنتم بأرض فلا تخرجوا عنه " .

حدثنا يونس ، قال : أنا ابن وهب ، قال : أخبرني عمرو بن الحارث ، عن أبي النضر ، عن عامر بن سعد بن أبي وقاص ، أنه سمع أباه يسأل أسامة بن زيد : " : أسمعت رسول الله -عليه السلام - يذكر الطاعون ؟ قال : نعم ، قال : كيف سمعته ؟ قال : سمعته يقول : هو رجز سلطه الله على بني إسرائيل ، أو على قوم ، فإذا سمعتم به بأرض فلا تقدموا عليه ، وإن وقع وأنتم بأرض فلا تخرجوا فرارا منه " .

حدثنا يونس ، قال : ثنا ابن وهب ، أن مالكا حدثه ، عن ابن المنكدر ، وأبي النضر . . ... ، فذكر بإسناده مثله .

حدثنا محمد بن خزيمة وفهد ، قالا : ثنا عبد الله بن صالح ، قال : حدثني الليث ، قال : حدثني ابن الهاد ، عن محمد بن المنكدر ، عن عامر بن سعد ، عن أسامة بن زيد ، عن رسول الله -عليه السلام - : " أنه ذكر الطاعون عنده ، فقال : إنه رجس -أو رجز ، - عذب به أمة من الأمم وقد بقيت منه بقايا . . . . " . ثم ذكر مثل حديث يونس ، وزاد : وقال لي محمد : : فحدثت بهذا الحديث عمر بن عبد العزيز ، - رضي الله عنه. - فقال لي : هكذا حدثني عامر بن سعد . .


ش: هذه خمس طرق صحاح ، ورجالها كلهم رجال الصحيح ما خلا ابن مرزوق وابن خزيمة وفهدا .

[ ص: 70 ] الأول : عن يونس بن عبد الأعلى ، عن عبد الله بن وهب ، عن يونس بن يزيد الأيلي ، عن محمد بن مسلم بن شهاب الزهري . . . . إلى آخره .

وأخرجه مسلم عن أبي الطاهر أحمد بن عمرو وحرملة بن يحيى ، كلاهما عن ابن وهب . . . . إلى آخره نحوه .

قوله : "رجز " أي عقاب .

قوله : "فيذهب المرة " انتصاب المرة على الظرفية .

قوله : "الفرار " مرفوع على أنه فاعل لقوله : "فلا يخرجنه " .

الثاني : عن إبراهيم بن مرزوق ، عن وهب بن جرير . . . . إلى آخره .

وأخرجه البخاري : ثنا حفص بن عمر ، ثنا شعبة ، قال : أخبرني حبيب بن أبي ثابت ، قال : سمعت إبراهيم بن سعد ، قال : سمعت أسامة بن زيد يحدث سعدا ، عن النبي -عليه السلام - أنه قال : "إذا سمعتم بالطاعون بأرض فلا تدخلوها ، وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا منها ، فقلت : أنت سمعته يحدث سعدا ولا ينكره ؟ [قال : نعم] " .

الثالث : عن يونس بن عبد الأعلى . . . . إلى آخره .

وأخرجه مسلم : ثنا عبد الله بن مسلمة وقتيبة بن سعيد ، قالا : أنا المغيرة ، عن أبي النضر ، عن عامر بن سعد بن أبي وقاص ، عن أسامة بن زيد ، قال : قال رسول الله -عليه السلام - : "الطاعون آية الرجز ، ابتلى الله بها أناسا من عباده ، فإذا سمعتم به فلا تدخلوا عليه ، وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تفروا منه " .

[ ص: 71 ] قلت : أبو النضر -بالنون والضاد - المعجمة اسمه لا يعرف ، وهو مولى عمر بن عبيد الله روى له الشيخان وأبو داود .

الرابع : عن يونس أيضا . . . . إلى آخره .

وأخرجه مالك في "موطإه " .

ومسلم : عن يحيى بن يحيى ، عن مالك ، عن محمد بن المنكدر وأبي النضر مولى عمر بن عبيد الله ، عن عامر بن سعد بن أبي وقاص ، عن أبيه : "أنه سمعه يسأل أسامة بن زيد : ماذا سمعت من رسول الله -عليه السلام - في الطاعون ؟ فقال أسامة : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : الطاعون رجز أرسل على بني إسرائيل -أو على من كان قبلكم - فإذا سمعتم به بأرض فلا تقدموا عليه ، وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فرارا منه " قال مالك : قال أبو النضر : "لا يخرجكم إلا فرار منه " ، وقال أبو عمر بن عبد البر : وقع في بعض نسخ شيوخنا إلا فرارا ، وإلا فرار بالنصب والرفع ، كأن كان في كتاب يحيى فيه تخليط ، وكذلك في كتاب أبي مصعب ، ولعل ذلك كان من مالك ، والمعنى إذا لم يكن خروجكم إلا فرارا منه فلا تخرجوا ، وأما إذا كان خروجكم غير فارين منه فلا بأس به إن شاء الله .

قال أبو عمر أيضا : هكذا قال يحيى في هذا الحديث : عامر بن سعد ، عن أبيه ، وتابعه على ذلك من رواة "الموطأ " جماعة منهم : مطرف وأبو مصعب ، ولا وجه لذكر أبيه في ذلك ; لأن الحديث إنما هو لعامر بن سعد عن أسامة بن زيد سمعه منه . وهكذا رواه معن بن عيسى وابن بكير ومحمد بن الحسن وغيرهم عن مالك ، لم يقولوا : أبيه .

[ ص: 72 ] وقد جوده القعنبي فرواه عن مالك ، عن محمد بن المنكدر ، عن عامر بن سعد بن أبي وقاص أنه أخبره ، أن أسامة بن زيد أخبره ، أن رسول الله -عليه السلام - قال : "الطاعون رجز . . . . وذكر الحديث ولم يقل فيه : عن أبيه ، ولا ذكر أبا النضر مع محمد بن المنكدر .

وقد رواه قوم عن عامر بن سعد ، عن أبيه ، عن النبي -عليه السلام - ، وهو وهم ولا يصح . والله أعلم .

الخامس : عن محمد بن خزيمة وفهد بن سليمان ، كلاهما عن عبد الله بن صالح شيخ البخاري ، عن الليث بن سعد ، عن يزيد بن عبد الله بن أسامة بن الهاد الليثي المدني الأعرج . . . . إلى آخره .

وأخرجه أحمد نحوه : عن عبد الرزاق ، عن معمر ، عن الزهري ، عن عامر بن سعد ، عن أسامة بن زيد ، من غير ذكر عمر بن عبد العزيز - رضي الله عنه - .

فإن قيل : هل من أحد إلا يموت ؟ فما وجه النهي عن دخول الأرض التي بها الطاعون أو الخروج منها ؟

قيل له : إنما نهي عنه حذارا أن يظن أن الهلاك كان من أجل القدوم ، وأن من فر منه نجي ، وزعم بعضهم أن في قوله : "لا تخرجوا فرارا منها " جواز الخروج من بلد الطاعون على غير سبيل الفرار منه ، وكذلك حكم الداخل . وقال ابن الجوزي : قال بعض العلماء : إنما نهي عن الخروج من بلد الطاعون ; لأن الأصحاء إذا خرجوا هلكت المرضى ، فلا يبقى من يقوم بحالهم ; فخروجهم لا يقطع بنجاتهم وهو قاطع بهلاك الباقين ، والمسلمون كالبنيان يشد بعضهم بعضا .

التالي السابق


الخدمات العلمية