صفحة جزء
7064 7065 7066 7067 ص: حدثنا فهد ، قال : ثنا ابن أبي مريم ، قال : أنا يحيى بن أيوب ، قال : أخبرني ابن عجلان ، قال : حدثني القعقاع بن حكيم ، وزيد بن أسلم ، وعبيد الله بن مقسم ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة ، عن رسول الله -عليه السلام - مثله ، وزاد : " ولا هامة ولا غول ولا صفر ، . قال أبو صالح : : فسافرت إلى الكوفة ثم رجعت فإذا أبو هريرة ينتقص : لا عدوى . " ، لا يذكرها ، فقلت : لا عدوى ، فقال : أببت " .

حدثنا علي بن معبد ، قال : ثنا يعقوب بن إبراهيم ، قال : ثنا أبي ، عن صالح ، عن ابن شهاب ، قال : أخبرني أبو سلمة وغيره ، أن أبا هريرة قال : قال رسول الله -عليه السلام - : " لا عدوى " فقال أعرابي : يا رسول الله ، فما بال الإبل تكون في الرمل كأنها الظباء ، فيأتي البعير الأجرب فيجربها ؟ ! فقال رسول الله -عليه السلام - : فمن أعدى الأول ؟ " . ؟ " .

حدثنا يونس ، قال : أنا ابن وهب ، قال : أخبرني يونس ، قال : قال ابن شهاب : : حدثني أبو سلمة ، عن أبي هريرة ، عن رسول الله -عليه السلام - مثله .

[ ص: 84 ] حدثنا يونس ، قال : أنا ابن وهب ، قال : أخبرني معروف بن سويد الحذامي ، عن علي بن رباح اللخمي ، قال : سمعت أبا هريرة يقول : قال رسول الله -عليه السلام - : " لا عدوى " . .


ش: هذه أربع طرق صحاح :

الأول : عن فهد بن سليمان ، عن سعيد بن الحكم المعروف بابن أبي مريم المصري شيخ البخاري ، عن يحيى بن أيوب الغافقي المصري ، عن محمد بن عجلان المدني ، عن القعقاع بن حكيم الكناني ، روى له الجماعة ; البخاري في غير الصحيح ، وعن زيد بن أسلم القرشي المدني الفقيه -أحد مشايخ أبي حنيفة ، روى له الجماعة ، وعن عبيد الله بن مقسم المدني ، روى له الجماعة ; غير الترمذي ، ثلاثتهم عن أبي صالح ذكوان الزيات ، روى له الجماعة .

وأخرجه أبو داود مختصرا : ثنا محمد بن عبد الرحيم [بن] البرقي ، أن سعيد بن الحكم حدثهم ، قال : أنا يحيى بن أيوب ، قال : أخبرني ابن عجلان قال : ثنا القعقاع بن حكيم وعبيد الله بن مقسم وزيد بن أسلم ، عن أبي صالح ، عن أبي هريرة أن رسول الله -عليه السلام-[قال] : "لا غول " .

وأخرجه البزار في "مسنده " عن محمد بن مسكين ، عن سعيد بن أبي مريم . . . . إلى آخره . وقال : "لا عدوى ولا غول ولا هامة ولا صفر " .

الثاني : عن علي بن معبد بن نوح المصري ، عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد ، روى له الجماعة ، عن أبيه إبراهيم بن سعد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن عوف المدني ، روى له الجماعة ، عن صالح بن كيسان المدني ، روى له الجماعة ، عن محمد بن مسلم بن شهاب الزهري ، عن أبي سلمة عبد الله بن عبد الرحمن بن عوف ، عن أبي هريرة .

[ ص: 85 ] وأخرجه البخاري : ثنا عبد العزيز بن عبد الله ، ثنا إبراهيم بن سعد ، عن صالح ، عن ابن شهاب ، قال : أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن وغيره ، أن أبا هريرة - رضي الله عنه - قال : إن رسول الله -عليه السلام - قال : "لا عدوى ولا صفر ولا هامة ، فقال أعرابي : يا رسول الله ، فما بال إبلي (تكون في الرمل) كأنها الظباء ، فيأتي البعير الأجرب فيدخل بينها فيجربها ؟ ! فقال : فمن أعدى الأول ؟ " .

الثالث : عن يونس بن عبد الأعلى ، عن عبد الله بن وهب ، عن يونس بن يزيد الأيلي ، عن محمد بن شهاب الزهري ، عن أبي سلمة عبد الله ، عن أبي هريرة .

وأخرجه مسلم : حدثني أبو الطاهر وحرملة بن يحيى -واللفظ لأبي طاهر - قالا : نا ابن وهب ، قال : أخبرني يونس ، قال ابن شهاب : فحدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن ، عن أبي هريرة حين قال رسول الله -عليه السلام - : "لا عدوى ولا صفر ولا هامة ، فقال أعرابي : يا رسول الله ، فما بال الإبل تكون في الرمل كأنها الظباء ، فيجيء البعير الأجرب ، فيدخل فيها فيجربها كلها ؟ ! قال : فمن أعدى الأول ؟ " .

الرابع : عن يونس أيضا عن عبد الله بن وهب ، عن معروف بن سويد الحذاء ، عن علي -بضم العين وفتح اللام - بن رباح ، وقال ابن يونس في ترجمة معروف بن سويد هذا : وليس عند ابن وهب عن معروف بن سويد هذا من المسند إلا ثلاثة أحاديث كلها عن علي بن رباح ، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - .

قوله : "لا غول " الغول بضم الغين المعجمة ، أحد الغيلان وهي جنس من الجن والشياطين كانت العرب تزعم أن الغول في الفلاة تتراءى للناس ، فتتغول تغولا أي : تتلون تلونا في صور شتى ، وتغولهم أي تضلهم عن الطريق وتهلكهم ، فنفاه النبي -عليه السلام - وأبطله .

[ ص: 86 ] وقيل : قوله : "لا غول " ليس نفيا لعين الغول أو وجوده ، وإنما فيه إبطال زعم العرب في تلونه بالصور المختلفة واغتياله ، فيكون المعنى بقوله : "لا غول " أنها لا تستطيع أن تضل أحدا ، ويشهد له الحديث الآخر : "لا غول ولكن السعالي " والسعالي جمع سعلاة وهي السحرة من الجن ، أي ولكن في الجن سحرة لهم تلبيس وتخييل ، ومنه الحديث : "إذا تغولت الغيلان فبادروا بالأذان " أي ادفعوا شرها بذكر الله ، وهذا يدل على أنه لم يرد بنفيها عدمها ، ومنه حديث أبي أيوب - رضي الله عنه - : "كان لي تمر في سهوة ، فكان الغول يجيء فيأخذ " .

وقال الخطابي : قوله : "لا غول " ليس نفي الغول عينا وإبطال كونها ، وإنما فيه إبطال ما يتحدثون عنها من اختلاف تلونها في الصور المختلفة ، وإضلالها الناس عن الطريق ، وسائر ما يحكون عنها مما لا نعلم له حقيقة ، نقول : لا تصدقوا بذلك ولا تخافوها ; فإنها لا تقدر على شيء من ذلك إلا بإذن الله ، ويقال : إن الغيلان سحرة الجن ; تسحر الناس وتفتنهم بالانحلال عن الطريق . والله أعلم .

قوله : "ولا صفر " كانت العرب تزعم أن في البطن حية يقال لها : الصفر تصيب الإنسان إذا جاع وتؤذيه ، وأنها تعدي فأبطل الإسلام ذلك ، وقيل : أراد به النسيء الذي كانوا يفعلونه في الجاهلية وهو تأخير المحرم إلى صفر ويجعلون صفر هو الشهر الحرام فأبطله ، قال الخطابي : حكى أبو عبيد ، عن رؤبة بن الحجاج أنه قال : الصفر حية تكون في البطن تصيب الماشية والناس وهي أعدى من الجرب ، قال أبو عبيد : فأبطل النبي -عليه السلام - أنها تعدي .

وقال أبو داود في "سننه " : ثنا محمد بن المصفى ، قال : ثنا بقية ، قال : قلت لمحمد بن راشد : قوله : هامة قال : كانت الجاهلية تقول : ليس أحد يموت فيدفن إلا خرج من قبره هامة .

قلت : فقوله : صفر قال : سمعنا أن أهل الجاهلية كانوا يستشئمون بصفر ، فقال : النبي -عليه السلام - : لا صفر " .

التالي السابق


الخدمات العلمية