صفحة جزء
[ ص: 88 ] 7070 7071 ص: حدثنا ابن مرزوق ، (قال : ثنا) وهب ، قال : ثنا شعبة ، عن علقمة بن مرثد ، قال : سمعت أبا الربيع يحدث ، عن أبي هريرة ، عن رسول الله -عليه السلام - قال : " أربع في أمتي من أمر الجاهلية لن يدعهن الناس : الطعن في الأنساب ، والنياحة ، ومطرنا بنوء كذا وكذا ، والعدوى ; يكون البعير في الإبل فتجرب ، فيقول : من أعدى الأول " .

حدثنا ابن مرزوق ، قال : ثنا أبو حذيفة ، قال : ثنا سفيان ، عن علقمة ، فذكر بإسناده مثله .


ش: هذان طريقان حسنان جيدان :

الأول : عن إبراهيم بن مرزوق ، عن وهب بن جرير ، عن شعبة ، عن علقمة بن مرثد الحضرمي الكوفي أحد مشايخ أبي حنيفة ، وعن أحمد : ثبت في الحديث . روى له الجماعة ، عن أبي الربيع المدني قال أبو حاتم : صالح الحديث .

وأخرجه الترمذي : ثنا محمود بن غيلان ، قال : ثنا أبو داود ، قال : أنا شعبة والمسعودي ، عن علقمة بن مرثد ، عن أبي الربيع ، عن أبي هريرة قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : "أربع في أمتي من أمر الجاهلية لن يدعهن الناس : النياحة والطعن في الأنساب ، والعدوى ; أجرب بعير فأجرب مائة بعير ; ومن [أجرب] البعير الأول ؟ والأنواء ; مطرنا بنوء كذا وكذا " . قال أبو عيسى : هذا حديث حسن .

الثاني : عن ابن مرزوق أيضا ، عن أبي حذيفة موسى بن مسعود ، شيخ البخاري ، عن سفيان الثوري ، عن علقمة بن مرثد . . إلى آخره .

وأخرجه أحمد في "مسنده " : عن محمد بن جعفر ، عن حجاج ، عن شعبة ، عن علقمة . . . . إلى آخره نحوه .

[ ص: 89 ] قوله : "بنوء كذا " النوء يجمع على أنواء ، وهي ثمان وعشرون منزلة ينزل القمر كل ليلة في منزلة منها ، ومنها قوله تعالى : والقمر قدرناه منازل ويسقط في الغرب كل ثلاثة عشرة ليلة منزلة تنزل القمر مع طلوع الفجر وتطلع أخرى مقابلها ذلك الوقت من الشرق ، فتنقضي جميعها مع انقضاء السنة ، وكانت العرب تزعم أن مع سقوط المنزلة وطلوع رفقتها يكون مطر ، وينسبونه إليها فيقولون : مطرنا بنوء كذا ، وإنما سمي نوءا ; لأنه إذا سقط الساقط منها بالمغرب ناء -الطالع بالشرق - ينوء نوءا أي نهض وطلع ، وقيل : أراد بالنوء الغروب وهو من الأضداد ، قال أبو عبيد : لم نسمع في النوء أنه السقوط إلا في هذا الموضع ، وإنما غلظ النبي -عليه السلام - في أمر الأنواء ; لأن العرب كانت تنسب المطر إليها ، فأما من جعل المطر من فعل الله ، وأراد بقوله : مطرنا بنوء كذا أي في وقت هذا -وهو هذا النوء الفلاني - فإن ذلك جائز ; فإن الله قد أجرى العادة أن يأتي المطر في هذه الأوقات .

التالي السابق


الخدمات العلمية