صفحة جزء
7075 ص: فإن قال قائل : أفنجعل هذا مضادا لما روي عن النبي -عليه السلام - : "لا يورد ممرض على مصح " " كما جعله أبو هريرة . .

قلت : لا ، ولكن نجعل قوله : "لا عدوى " كما قال النبي -عليه السلام - على نفي العدوى أن تكون أبدا ، ونجعل قوله : "لا يورد ممرض على مصح " على الخوف منه أن يورده عليه فيصيبه بقدر الله -عز وجل - ما أصاب الأول ، فيقول الناس : أعداه الأول ، فكره إيراد المصح إلى الممرض ، خوف هذا القول .


ش: تقرير السؤال أن يقال : الأحاديث المذكورة عن الصحابة المذكورين تدل على نفي الإعداء ، وحديث أبي هريرة الذي رواه عن النبي -عليه السلام - : "لا يورد ممرض على مصح " الذي احتجت به أهل المقالة الأولى يدل على وجود الإعداء ، وبينهما تعارض وتضاد .

وتقرير الجواب أن يقال : إنما كان يكون بينهما تعارض إذ ورد معناهما على محل واحد ، وأما إذا كان معنى كل واحد واردا على محل واحد ; لا يتحقق التعارض ولا التضاد ، وها هنا كذلك ، وقد بينه بقوله : "ولكن نجعل " .

قوله : "لا عدوى. . . . " إلى آخره وهو ظاهر ، والهمزة في قوله : "أفنجعل " للاستفهام .

التالي السابق


الخدمات العلمية