صفحة جزء
7075 [ ص: 96 ] ص: وقد روينا عن رسول الله -عليه السلام - في هذه الآثار أيضا وضعه يد المجذوم في القصعة ، فدل فعل رسول الله -عليه السلام - هذا أيضا على نفي الإعداء ; لأنه لو كان الإعداء مما يجوز أن يكون ; إذا لما فعل النبي -عليه السلام - ما يخاف ذلك منه ; لأن في ذلك جر التلف إليه ، وقد نهى الله -عز وجل - عن ذلك فقال : ولا تقتلوا أنفسكم وقد مر رسول الله -عليه السلام - بهدف مائل فأسرع " ، فإذا كان يسرع من الهدف المائل مخافة الموت ; فكيف يجوز عليه أن يفعل ما يخاف منه الإعداء ؟ ! .


ش: ذكر هذا تأييدا لما قاله من نفي التضاد بين الأحاديث المذكورة ، في دلالة وضع النبي -عليه السلام - يد المجذوم في القصعة على نفي الإعداء ، ظاهره قطعا ، إذ لو كان الإعداء مما له وقوع لما فعل النبي -عليه السلام - ما يخاف الإعداء منه ; لأن فيه جلب التلف إلى النفس ، وقد نهى الله -عز وجل - عن ذلك بقوله : ولا تقتلوا أنفسكم ولما مر النبي -عليه السلام - بهدف مائل أسرع خوفا من الوقوع ، فإذا كان قد أسرع في ذلك مخافة الموت ; فكيف يجوز عليه فعل ما يخاف منه الإعداء الذي يؤدي إلى التلف ؟ ! .

و"الهدف " بفتحتين كل بناء مرتفع مشرف .

وقد أخرج الطحاوي هذا معلقا ها هنا .

وأخرج ابن أبي شيبة في "مصنفه " : ثنا إسماعيل ابن علية ، عن حجاج الصواف قال : حدثني يحيى بن أبي كثير ، قال : بلغني أن رسول الله -عليه السلام - كان يقول : "إذا مر أحدكم بهدف مائل ، أو صدف مائل فليسرع المشي ، وليسأل الله المعافاة " .

التالي السابق


الخدمات العلمية