صفحة جزء
7139 ص: قال أبو جعفر : -رحمه الله - : ومعنى هذا عندنا على الوعيد الذي ظاهره الأمر وباطنه النهي ، كما قال الله -عز وجل - : واستفزز من استطعت منهم بصوتك الآية ، وكقوله تعالى : اعملوا ما شئتم


ش: أي معنى هذا الحديث ، وأشار به إلى أن الأمر المذكور في حديث عبد الله ليس على حقيقته ، وإنما ظاهره الأمر ، ولكن باطنه النهي بطريق الوعيد والتهديد ، ذلك كما في قوله تعالى : واستفزز من استطعت وذلك لأن الله تعالى لا يأمر الشيطان باستفزاز من يستطيعه ، والاستفزاز : الاستخفاف ، وكذلك في قوله تعالى : اعملوا ما شئتم ليس على حقيقته بأن يكون أمرا منه بأن يعملوا كل ما يشاءون ، ومنه ما يقال لعبد شتم مولاه وقد أدبه : اشتم مولاك ; فإنه ليس يأمر بالشتم ولكنه تهديد .

التالي السابق


الخدمات العلمية