صفحة جزء
7155 7156 7157 ص: وقد روي عن رسول الله -عليه السلام - أنه كوى سارقا بعدما قطعه .

حدثنا محمد بن خزيمة ، قال : ثنا مسلم بن إبراهيم ، قال : ثنا أبو بكر بن علي ، قال : ثنا الحجاج بن أرطاة ، عن مكحول ، عن ابن محيريز قال : "قلت لفضالة بن عبيد : : أمن السنة أن تقطع يد السارق وتعلق في عنقه ؟ فقال : نعم ; إن رسول الله -عليه السلام - أتي بسارق ، فأمر به فقطعت يده ، ثم حسمه ، ثم علقها في عنقه " .

حدثنا حسين بن نصر ، قال : حدثنا أبو نعيم ، قال : ثنا سفيان ، عن يزيد بن خصيفة ، عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان قال : " أتي النبي -عليه السلام - برجل سرق شملة ، فقال : أسرقت ؟ ما إخاله سرق ، قال : بلى يا رسول الله ، قال : اذهبوا به فاقطعوه ، ثم احسموه ، ، ثم قال : تب إلى الله " .

ففي هذا أيضا دليل على إباحة الكي الذي يراد به العلاج ; لأنه دواء .


ش: ذكر هذين الحديثين شاهدين لما ذكره من أن الكي الذي يوافق الداء مباح .

فالأول : أخرجه عن محمد بن خزيمة ، عن مسلم بن إبراهيم القطان شيخ البخاري ، عن أبي بكر بن علي بن عطاء بن مقدم المقدمي البصري ، روى له النسائي ، عن الحجاج بن أرطاة النخعي القاص ، قال أبو حاتم : صدوق يدلس عن الضعفاء . وقال النسائي : ليس بالقوي . روى له الجماعة ; البخاري في غير "الصحيح " ومسلم مقرونا بغيره ، عن محكول الشامي ، عن عبد الرحمن بن محيريز بن جنادة المكي ، روى له الأربعة .

وأخرجه أبو داود : ثنا قتيبة بن سعيد ، قال : ثنا عمر بن علي ، قال : ثنا

[ ص: 163 ] الحجاج ، عن مكحول ، عن عبد الرحمن بن محيريز قال : "سألنا فضالة بن عبيد عن تعليق اليد في العنق للسارق ; أمن السنة هو ؟ قال : أتي رسول الله -عليه السلام - بسارق فقطعت يده ، ثم أمر بها فعلقت في عنقه " .

وأخرجه الترمذي : ثنا قتيبة ، قال : ثنا عمر بن علي . . إلى آخره نحوه .

وقال : حسن غريب لا نعرفه إلا من حديث عمر بن علي المقدمي ، عن الحجاج بن أرطاة ، وعبد الرحمن أخو عبد الله بن محيريز .

وأخرجه النسائي : أنا ابن بشار ، عن عمر بن علي . . إلى آخره نحوه .

ثم قال النسائي : الحجاج بن أرطاة ضعيف لا يحتج بحديثه .

وأخرجه ابن ماجه : ثنا أبو بكر بن أبي شيبة وبكر بن خلف ومحمد بن بشار وأبو سلمة يحيى بن خلف ، قالوا : ثنا عمر بن علي . . . . إلى آخره نحوه .

قوله : "أمن السنة " الهمزة فيه للاستفهام .

قوله : "ثم حسمه " أي قطع دمه بالكي .

ويستفاد منه أحكام وهي : أن السارق تقطع يده .

وأن يده تحسم بعد القطع لأجل قطع الدم .

وأن يده تعلق في عنقه ، قال بعضهم : كأنه من باب التطويف والإشارة بذكره ليرتدع به غيره ، ولو ثبت لكان حسنا صحيحا ولكنه لم يثبت .

والثاني : أخرجه عن حسين بن نصر ، عن أبي نعيم الفضل بن دكين ، عن سفيان الثوري ، عن يزيد بن عبد الله بن خصيفة الكندي المدني ، روى له الجماعة ، عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان القرشي العامري ، روى له الجماعة .

وهذا مرسل .

[ ص: 164 ] وأخرجه البزار في "مسنده " مسندا متصلا : ثنا أحمد بن أبان القرشي ، ثنا عبد العزيز بن محمد الدراوردي ، عن يزيد بن خصيفة ، عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان -ولا أعلمه إلا عن أبي هريرة - قال : "أتي النبي -عليه السلام - بسارق ، قالوا : سرق ، قال : ما إخاله سرق ، قال : بلى قد فعلت يا رسول الله ، قال : اذهبوا به فاقطعوه ، ثم احسموه ، ثم ائتوني به ، فذهب به فقطع ، ثم حسم ثم أتي به النبي -عليه السلام - فقال : تب إلى الله ، قال : تبت إلى الله ، قال : تاب الله عليك -أو قال : اللهم تب عليه " .

وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن أبي هريرة إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد .

وأخرجه البيهقي في "سننه الكبرى " من حديث الدراوردي ، أخبرني يزيد بن خصيفة ، عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان ، عن أبي هريرة : "أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أتي بسارق سرق شملة ، قالوا : يا رسول الله ، إن هذا سرق ، فقال رسول الله -عليه السلام - : ما إخاله سرق ، قال السارق : بلى يا رسول الله ، فقال : اذهبوا به فاقطعوه ، ثم احسموه ثم ائتوني به ، فقطع ، فأتي به ، فقال : تب إلى الله ، قال : تبت إلى الله ، قال : تاب الله عليك " .

كذا رواه يعقوب الدورقي وغيره عنه ، ورواه ابن المديني عنه فأرسله ، ثم قال علي : وحدثنيه عبد العزيز بن أبي حازم ، أخبرني يزيد بن خصيفة ، عن ابن ثوبان ، وثنا سفيان ، ثنا ابن خصيفة ، عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان ، فذكره مرسلا ، قال علي : لم يسنده واحد منهم .

قال : وبلغني عن أبي إسحاق أنه رواه عن يزيد بن خصيفة ، عن ابن ثوبان ، عن أبي هريرة . ولا أراه حفظه .

التالي السابق


الخدمات العلمية